اخر الاخبار


الخميس، 11 يونيو 2020

لا لم يكن حلم -الكاتب فتحى القزاز




لا لم يكن حلم


فى قرية صغيرة وبعيدا عن المدينة
الترعة تمر من منتصف القرية وعلى جانبي الترعة أشجار عالية ضخمة تعرف من هيئتها إنها منذ أعوام طويلة
وبيوت متراصة جوار بعضها بسيطة وشديدة الشبه ببعضها البعض
وبنظرة واسعة ترى مساحة واسعة من اللون الأخضر المريح للعين والنفس
ويحد هذا الخضار طريق مرصوف وعلى إحدى دفتي الطريق مبنى مختلف الشكل تماما وهو السكن الخاص للمرشد الزراعي واسرته هو وزوجته وابن بعمر خمس سنوات
كانت زوجة المرشد لها أقارب في القرية ويتبادلون الزيارات
في صباح يوم أتى طفل صغير ليخبر زوجة المرشد أن إحدى قريباتها تأتيها آلام ولادة فذهبت إليها ومعها ولدها الصغير
تركت الصغير يلعب أمام منزل قريبتها ودخلت إليها حتى وضعت مولودة جميلة
نادت على صغيرها ليرى المولودة الجديدة فرح بها وقبلها وأراد أن يحملها فمنعوه خوفا على الصغيرة واجلسوه ووضعوها في حجره
في الفترة الاولى من عمر الطفلة كانت أمه بصفة دائمة مع أم المولودة
فحدثت ألفه بينه وبين الطفلة وأمها وأيضا أبيها
ومع مرور الأيام كبرت الطفلة وأصبحا صديقين متلازمين أغلب الاوقات
أصبح عمر الطفلة ست سنوات وعليهم أن يلحقوها بالمدرسة لتدرس وتتعلم
ومع أول يوم دراسي قالت له أمها إنها أختك فاذهب بها الى المدرسة ولا تتركها وحدها وكن بجوارها لتطمئن
فكان يحمل عنها أدواتها إلى أن تصل للمدرسة
ويعطيها من طعامه الذي أعدته امه
وينتظهرها في العودة ويحمل عنها حتى تصل لبيتها
وفي إجازة آخر العام يظلا معا كل يوم إلى قبل الغروب فيعود لبيته
ومر عامان وانتقل للمدرسة الإعدادية وكانت بجوار المدرسة الابتدائية فكان يذهب بها للمدرسة الابتدائية ثم يذهب إلى مدرسته
ومرت سنين وذات صباح خرجت من بيتها لترى سيارة نقل كبيرة تحمل أغراض أسرة المرشد ومع زوجتة وابنه
ثم سارت السيارة حتى تلاشت عن العيون تماما لم تكن تعلم ماحدث ولما وكيف حدث
وكانت في كل صباح تحمل أدواتها المدرسية وتنتظر على باب المنزل من يأخذها إلى المدرسة فلم تجد أحد وتذهب بمفردها
واعتادت على ذلك الفعل كثيرا وفي عقلها الصغير سؤال لا تجد له إجابة
لماذا نحلم ولماذا عندمانحلم احلامنا الصغيرة لا تكتمل


فتحي القزاز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق