قصة قصيرة بعنوان
زهــــــــرة
كانا يجلسان متحاذيين على حافة الساقية الاسمنتية..... يضعان أقدامهما في المياه الرقراقة المنسابة الى السواقي المتفرعة ....
يرقبان طيور الكروان العائدة الى اعشاشها قبيل الغروب....
_لم لا تهاجر للمدينة على الاقل لتحصل على وظيفة و ترتاح من الأرض و مشاقها؟
_لن اهاجر و اترك زهرتي وحدها ....
كان سؤالها المليون تساله دون ملل برغم انها تعلم رده مسبقا ....
يعلم جيدا ان النزوح ليس حلا.... كما انه لن يجتثها من تربتها و يسافر بها الى عالم ملوث و لن يتركها وحدها في ليل الريف فالليل في الريف مخيف برغم سكونه و امانه...
تتخذ مكانها وحيدة بعد غيابه الذي طال تمضغ القلق و الذكريات....... حبيبة تحدق في السطر المشطوب من رسالة حبيبها الغائب .....
تمد ساقيها فتغوص في الرمل... الارض جفت منذ رحيل زوجها و ماعاد صوت الماء يؤنسها..ماعادت الحياة.... حتى الغروب أصبح حزينا كئيبا ....
حزن عميق يسكن تلك الزهرة بعد ان غادرتها الفرحة وغمرها الهجران .....
راحت تخط بعود خطوطا متشابكة كتشابك الالوان و امتزاجها وقت الغروب....
الغروب له لذة خاصة كوجع فراق حبيب رحل و لم يعد .....
ايها الغروب
أرجوك حث خطاك ايها الغروب
عسي ان يولد الفجر
لتدمع العين فرحا
و ارقص بين الدروب
عساني احضى
بتوامين
جبين شمس ضحى
ونور وجه قمر
طال انتظاري
تعبت عيوني
و كثرت فيا الندوب
تنهدت متسائلة ترى اين صار؟؟ هل حقا اضحى طعما للسمك؟؟؟ هل حقا هاجر خلسة ...؟؟؟
رمت بكل افكارها وراءها ... لدرجة انها لم تعد تستطيع الالتفات من فرط تعلق تلك المشاكل و الهموم على ظهرها و تكدسها ...
سالها والدها المسن بعيون يائسة
_زهرة ماذا قررت للبئر الجافة؟؟
فاندفعت زوجته قائلة:
_لو زهرة تطيعني و تتزوج عمر ستحل كل مشاكلنا و يعود الماء للبئر ..
في صمت تثور فيه افكار الاب و ابنته ....
تجاهلتها زهرة ...و خرجت لتجلس في الفناء تحاكي الليل و تشكوه غربة روحها...
تستيقظ عند الفجر ناسية انها وعدت نفسها الا تفكر في انس.... انشغلت باشغالها و قد زج نفسه في كل امر في كل خطوة في كل فكرة... و عجزت للمرة المليون عن منع دمعاتها الساخنة الحزينة ....
لم هنت عليه و تركني وحيدة ..؟؟
انهكها التفكير و قلت حيلتها ما من احد رضي بالنزول للبئر .....
كلمات زوجة ابيها تخنقها ...و عمر يخنقها اكثر.... كم تكره زياراته و كم تمقت نظراته و ضحكاته الساخرة منها....و اغراءاته المقززة...
_الا زلت تنتظرين زوجك ؟؟يبدو انه الف"" رومية"" في بلاد النصارى ..حمقاء.. اشهر و انت تنتظرينه ...غبية ....عنادك هذا لن ينفعك ستصبحين لي زهرة...ستصبحين لي ..
تنظر اليه بتقزز تحاول سد اذنيها علها لا تسمع نهيقه و تتركه و تمضي
ضاع الدليل رباه انرني...تتنهد على امل ما
اقتربت من البئر و الساقية الحزينة ....شجرة التين الكبيرة بظلها الوارف حامت حولها... و تقوقعت لتنظر للاسفل....ثم هزت عيونها للحقول العكشى المترامية و كان كل عصن كل ورقة كل نبتة تستجديها
""تعالي اسقيني ""...عاودت و ...
حملقت اكثر في قاع البئر ... ثم انبطحت ....اجالت ببصرها يبدو ان الرؤيا تتضح لا تبدو المسافة بعيدة خمسون متر تقريبا ,,,,
و قفزت الى راسها فكرة....
_علي ان اجازف بالنزول للبئر لكن من يعينني على هذا؟؟
و جاء الليل... و طال مكوثه...فليل الارق يحب الاوجاع ..و الافكار ... و تكومت في ثناياه الاحزان و الانات...
الفرس العجوز و الكلب و فانوس كومة من الحبال قفة من الحلفاء و مفك لفك المحرك...
هذه اسلحتها لحربها
ربطت نفسها باخر الحبل الذي تمسك به و لفت الطرف الاخر على جذع التينة و اودعته البئر ...ثم ربطت حبلا اخر بالفرس و رمته في البئر حتى سمعت ارتطامه بالقاع .....
نظرت الى البئر بوجل و خوف... ربتت على عنق الفرس الهادئة لتستمد منها بعض القوة ...و احتظنت الكلب المتاهب ...
_عندما احرك الحبل ساعديني في جذبه هل فهمت؟؟
نظرت الى الفرس نظرة عميقة و
ابتسمت رغما عنها
عاودت النظر للسلم الموصول الى اسفل البئر
تذكرت كلمات عمر المقرفة ....
"""من المجنون الذي سيخاطر بنفسه و ينزل الى تلك البئر القديمة المهجورة حتى انه يقال بانها مسكونة"" رمت بافكارها وراء ظهرها كالعادة و ....
نزلت درجات السلم الحديدي ممسكة بالطرف الاخر رويدا وريدا محاولة الا تعير اهتمامها للصرير المزعج المنبعث منه...و لتلك العيون التي ترقبها من تشققات الحجر الذي رص في جوانب البئر ..
تصل اخر الدرج لتنزلق يمناها و يسقط منها المصباح ...
بعد جهد تتخذ توازنها تتنفس بعمق ....
رائحة عفنة... كومة من الرمل تهوي معها... ينزلق الحبل لتسقط على وجهها في الطين اسفل البئر .....
حمائم تطير فزعة مصفقة صدى مرعبا لتصفيق اجنحتها ...ثم سكوت و صمت....
جمعت قوتها و هزت جسمها المتهالك لتتفحص المكان....
لا يزال الفانوس يحتفظ بضوئه مسحت عنه الطين و حركته امامها ...
خيل اليها ان احدهم يئن انينا خافتا .....
جالت ببصرها ف لفت نظرها المحرك ....كان غير موصول لصنبور الري الخارجي
كيف؟؟ من فعل هذا؟؟....
سمعت انينا خافتا .... مرة اخرى ....
دق قلبها ,,,انها نهايتي حدثت نفسها ...خيل اليها ان البئر مسكونة حقا ,,,,
تلت ما تحفظه من كتاب الله سمت باسم الله استغفرت ....ثم ...مدت يدها لتجس الجثة المرمية على لوح خشبي من الناحية الاخرى... وحولها كيس من الخبز اليابس و قارورة ماء و بعض الاشياء .........
يبدو بشريا ...انه حي ....؟؟؟
كانت ترتعد خيل اليها انها ابتلعت لسانها ,,,,
اسرعت تجر ساقها المعطوبة ...و ربطته بالحبل التي تشدها الفرس.... يبدو نحيفا هزيلا.... كومة من عظام متكورا على نفسه .... و حركته ...انه يتنفس ؟؟؟
تراءى لها وهو يرتفع رويدا رويدا
من حسن حظها لا يزال الحبل يشدها الى التينة .... امسكت به و عاودت الوصول الى الاعلى.....استغرقت بعض الوقت لكنها وصلت قبل الجثة التي تتنفس..
تسرع لتفك عنها الحبل الملفوف و تستعد لتستقبل البشري الغريب ...
شعر طويل كث اغبر... لحية شعثاء ... هزال... مخيف... انه ميت يتنفس ....؟؟؟
فكت عن وجهه الكمامة ... و عن يده و ساقه القيد ... بتئن ,,,,مخافة ان تؤذيه..
عاودت نظرت اليه بينما انساب الكلب في عواء مرير ....و اقترب يتشمم الرجل..
لتصل الفرس و تقترب منها تشم صاحبها ...
و تصهل صهيلا موجعا و قد دمعت عيناها ...
ضاعت بين ثناياه شهقة زهرة... و هي تهذي مصدومة ....
وقد اذتها كثيرا كثيرا.... بشاعة ما يصل الى فعله بعض البشر ....
انس انه .....ان.....
انس ؟؟؟؟
يرقبان طيور الكروان العائدة الى اعشاشها قبيل الغروب....
_لم لا تهاجر للمدينة على الاقل لتحصل على وظيفة و ترتاح من الأرض و مشاقها؟
_لن اهاجر و اترك زهرتي وحدها ....
كان سؤالها المليون تساله دون ملل برغم انها تعلم رده مسبقا ....
يعلم جيدا ان النزوح ليس حلا.... كما انه لن يجتثها من تربتها و يسافر بها الى عالم ملوث و لن يتركها وحدها في ليل الريف فالليل في الريف مخيف برغم سكونه و امانه...
تتخذ مكانها وحيدة بعد غيابه الذي طال تمضغ القلق و الذكريات....... حبيبة تحدق في السطر المشطوب من رسالة حبيبها الغائب .....
تمد ساقيها فتغوص في الرمل... الارض جفت منذ رحيل زوجها و ماعاد صوت الماء يؤنسها..ماعادت الحياة.... حتى الغروب أصبح حزينا كئيبا ....
حزن عميق يسكن تلك الزهرة بعد ان غادرتها الفرحة وغمرها الهجران .....
راحت تخط بعود خطوطا متشابكة كتشابك الالوان و امتزاجها وقت الغروب....
الغروب له لذة خاصة كوجع فراق حبيب رحل و لم يعد .....
ايها الغروب
أرجوك حث خطاك ايها الغروب
عسي ان يولد الفجر
لتدمع العين فرحا
و ارقص بين الدروب
عساني احضى
بتوامين
جبين شمس ضحى
ونور وجه قمر
طال انتظاري
تعبت عيوني
و كثرت فيا الندوب
تنهدت متسائلة ترى اين صار؟؟ هل حقا اضحى طعما للسمك؟؟؟ هل حقا هاجر خلسة ...؟؟؟
رمت بكل افكارها وراءها ... لدرجة انها لم تعد تستطيع الالتفات من فرط تعلق تلك المشاكل و الهموم على ظهرها و تكدسها ...
سالها والدها المسن بعيون يائسة
_زهرة ماذا قررت للبئر الجافة؟؟
فاندفعت زوجته قائلة:
_لو زهرة تطيعني و تتزوج عمر ستحل كل مشاكلنا و يعود الماء للبئر ..
في صمت تثور فيه افكار الاب و ابنته ....
تجاهلتها زهرة ...و خرجت لتجلس في الفناء تحاكي الليل و تشكوه غربة روحها...
تستيقظ عند الفجر ناسية انها وعدت نفسها الا تفكر في انس.... انشغلت باشغالها و قد زج نفسه في كل امر في كل خطوة في كل فكرة... و عجزت للمرة المليون عن منع دمعاتها الساخنة الحزينة ....
لم هنت عليه و تركني وحيدة ..؟؟
انهكها التفكير و قلت حيلتها ما من احد رضي بالنزول للبئر .....
كلمات زوجة ابيها تخنقها ...و عمر يخنقها اكثر.... كم تكره زياراته و كم تمقت نظراته و ضحكاته الساخرة منها....و اغراءاته المقززة...
_الا زلت تنتظرين زوجك ؟؟يبدو انه الف"" رومية"" في بلاد النصارى ..حمقاء.. اشهر و انت تنتظرينه ...غبية ....عنادك هذا لن ينفعك ستصبحين لي زهرة...ستصبحين لي ..
تنظر اليه بتقزز تحاول سد اذنيها علها لا تسمع نهيقه و تتركه و تمضي
ضاع الدليل رباه انرني...تتنهد على امل ما
اقتربت من البئر و الساقية الحزينة ....شجرة التين الكبيرة بظلها الوارف حامت حولها... و تقوقعت لتنظر للاسفل....ثم هزت عيونها للحقول العكشى المترامية و كان كل عصن كل ورقة كل نبتة تستجديها
""تعالي اسقيني ""...عاودت و ...
حملقت اكثر في قاع البئر ... ثم انبطحت ....اجالت ببصرها يبدو ان الرؤيا تتضح لا تبدو المسافة بعيدة خمسون متر تقريبا ,,,,
و قفزت الى راسها فكرة....
_علي ان اجازف بالنزول للبئر لكن من يعينني على هذا؟؟
و جاء الليل... و طال مكوثه...فليل الارق يحب الاوجاع ..و الافكار ... و تكومت في ثناياه الاحزان و الانات...
الفرس العجوز و الكلب و فانوس كومة من الحبال قفة من الحلفاء و مفك لفك المحرك...
هذه اسلحتها لحربها
ربطت نفسها باخر الحبل الذي تمسك به و لفت الطرف الاخر على جذع التينة و اودعته البئر ...ثم ربطت حبلا اخر بالفرس و رمته في البئر حتى سمعت ارتطامه بالقاع .....
نظرت الى البئر بوجل و خوف... ربتت على عنق الفرس الهادئة لتستمد منها بعض القوة ...و احتظنت الكلب المتاهب ...
_عندما احرك الحبل ساعديني في جذبه هل فهمت؟؟
نظرت الى الفرس نظرة عميقة و
ابتسمت رغما عنها
عاودت النظر للسلم الموصول الى اسفل البئر
تذكرت كلمات عمر المقرفة ....
"""من المجنون الذي سيخاطر بنفسه و ينزل الى تلك البئر القديمة المهجورة حتى انه يقال بانها مسكونة"" رمت بافكارها وراء ظهرها كالعادة و ....
نزلت درجات السلم الحديدي ممسكة بالطرف الاخر رويدا وريدا محاولة الا تعير اهتمامها للصرير المزعج المنبعث منه...و لتلك العيون التي ترقبها من تشققات الحجر الذي رص في جوانب البئر ..
تصل اخر الدرج لتنزلق يمناها و يسقط منها المصباح ...
بعد جهد تتخذ توازنها تتنفس بعمق ....
رائحة عفنة... كومة من الرمل تهوي معها... ينزلق الحبل لتسقط على وجهها في الطين اسفل البئر .....
حمائم تطير فزعة مصفقة صدى مرعبا لتصفيق اجنحتها ...ثم سكوت و صمت....
جمعت قوتها و هزت جسمها المتهالك لتتفحص المكان....
لا يزال الفانوس يحتفظ بضوئه مسحت عنه الطين و حركته امامها ...
خيل اليها ان احدهم يئن انينا خافتا .....
جالت ببصرها ف لفت نظرها المحرك ....كان غير موصول لصنبور الري الخارجي
كيف؟؟ من فعل هذا؟؟....
سمعت انينا خافتا .... مرة اخرى ....
دق قلبها ,,,انها نهايتي حدثت نفسها ...خيل اليها ان البئر مسكونة حقا ,,,,
تلت ما تحفظه من كتاب الله سمت باسم الله استغفرت ....ثم ...مدت يدها لتجس الجثة المرمية على لوح خشبي من الناحية الاخرى... وحولها كيس من الخبز اليابس و قارورة ماء و بعض الاشياء .........
يبدو بشريا ...انه حي ....؟؟؟
كانت ترتعد خيل اليها انها ابتلعت لسانها ,,,,
اسرعت تجر ساقها المعطوبة ...و ربطته بالحبل التي تشدها الفرس.... يبدو نحيفا هزيلا.... كومة من عظام متكورا على نفسه .... و حركته ...انه يتنفس ؟؟؟
تراءى لها وهو يرتفع رويدا رويدا
من حسن حظها لا يزال الحبل يشدها الى التينة .... امسكت به و عاودت الوصول الى الاعلى.....استغرقت بعض الوقت لكنها وصلت قبل الجثة التي تتنفس..
تسرع لتفك عنها الحبل الملفوف و تستعد لتستقبل البشري الغريب ...
شعر طويل كث اغبر... لحية شعثاء ... هزال... مخيف... انه ميت يتنفس ....؟؟؟
فكت عن وجهه الكمامة ... و عن يده و ساقه القيد ... بتئن ,,,,مخافة ان تؤذيه..
عاودت نظرت اليه بينما انساب الكلب في عواء مرير ....و اقترب يتشمم الرجل..
لتصل الفرس و تقترب منها تشم صاحبها ...
و تصهل صهيلا موجعا و قد دمعت عيناها ...
ضاعت بين ثناياه شهقة زهرة... و هي تهذي مصدومة ....
وقد اذتها كثيرا كثيرا.... بشاعة ما يصل الى فعله بعض البشر ....
انس انه .....ان.....
انس ؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق