اخر الاخبار


الأحد، 25 يوليو 2021

لقاءقصة قصيرة،الكاتب فتحى القزاز

لقاء

قصة قصيرة


منذ أن توفيت زوجتي وأنا دائما اطلعها على كل شيء يحدث في حياتنا أعني حياة أسرتنا أنا والاولاد 

فعندما ينتهي يومي أذهب لغرفتي وحدي واحكي لها عما دار في ذاك اليوم من أحدث وكنت احسها تسمعني جيدا

عندما أدخل الغرفة وحدي أجد كأن روحها قد حضرت لتستمع أخبارنا وتطمئن علينا فعند حضورها أجد وكأن نسمة خفيفة تسرى بالمكان وينشأ هدوء شديد حتى وكاني أسمع همهمات في الغرفة

في ليلة من ليالي صيف أغسطس شديد الحرارة كنت في نهار ذلك اليوم مرهق جدا في العمل وحدث أمر احزنني بشدة

في نهاية اليوم كعادتي ذهبت لغرفتي وكان عندي شوق شديد هذه المرة لأن اتحدث إليها بل ذهبت إلى أكثر من ذلك ألا وهو أن أراها وهذا أمر جديد لم يحدث إلا في الأحلام وعلى فترات متباعدة 

دخلت غرفتي وأغلقت الباب وبحثت وتحسست لأن أجدها او أجد ما يدل على أنها جائت لكن لم يحدث انتظرت كثيرا لم يحدث شيء أيضا 

زاد بي الشوق وتكاثر الحزن حتى أني من فرط ما انا به من حزن وشوق ومشاعر متباينة اخذتني عبرة ثم افرطت في البكاء واضعا رأسي بين كفي وغفوت 

بعد مرور وقت لا أعلم كثير هو ام قليل وجدت من يربت على كتفي ويقول ها أنا بين يديك قد أتيت رفعت رأسي بسرعة لاراها تقف أمامي على هيئة ليست كالتي كانت عليها قبل ان تغادر دنيانا 

قبل أن تودعنا كان المرض اشتد عليها ونحل جسدها وانطفأ بياض وجهها وتساقط شعرها وأصبحت على هيئة غير هيئتها المعروفة

الآن أراها قد نضر بياض وجهها وعاد شعرها الكستنائي اللون واشتد عودها وكانه غصن بان وعلى وجهها الإبتسامة المعهودة

نظرت اليها مشدوها ولم أستطيع الكلام بادرتني هي بالكلام حبيبي ألم تكن تتمنى وجودي لقد أخبرتني روحك بأنك تريد ان تراني ها أنا ذا بين يديك

نهضت مسرعا واحتضتها ولم أتكلم إلا بكلمة واحدة فقط حبيبتي حبيبتي

ظل بيني وبينها عناق حار ثم جلست على المقعد أمامي تنظر إلي وانا ابادلها النظرات ثم ما كان مني أن سألتها كيف عدت شابة جميلة على هيئتك الأولى قالت هناك في العالم الآخر كل شيء يعود لما كان عليه قبل الرحيل

جلسنا نتحدث ثم قالت يجب أن انصرف إلى عالمي وعلي الإنتظار حتى يلحق بي الجميع 

ثم وضعت يدها وأخرجت ورقة من بين طيات ملابسها وقالت هذه رسالتي اليكم أجمعين 

بعد قليل وجدتني نائم ويرفع النداء لصلاة الفجر توضأت وذهبت للصلاة ثم عدت اسأل نفسي احقا التقيتها ام هو حلم 

استغرقت وقت كثير في التفكير وانا أجلس بغرفتي ثم نظرت على الطاولة الصغيرة ورقة وكانها هي الرسالة التي تركتها ومكتوب بخطها أحبكم اجمعين

فتحي القزاز

التعليقات

هناك تعليقان (2):