اخر الاخبار


الخميس، 6 أغسطس 2020

رؤي قلم وحياة -الكاتبة سالى محمد


رؤي قلم وحياة 

منذ إلتحقت للعمل في مدرسة ثانوية بنات لم أجد حديث سوي عن فاتن وفتنة توأم متماثل شيطانتين في شكل فتاتين لم أستدعيهما كما هو متبع بل راقبهتم من بعيد وبحثت حالتهما بهدوء وفي يوم وجدتهما في الفناء يسيران وهما ماسكان أيديهما وهذا دليل علي مدي تفاهمهما وتمسكهما وحبهما لبعضهما البعض إقتربت منهما وقلت إزيكم يا بنات أوعوا تكونوا بتدبروا لمصيبة ومسحت علي رأسهما وتركتهما ومشيت وأنا متأكدة إنهما ينظران في أثري وإني سأصبح محور تفكيرهم مر يومان والثالث وجدتهما يطرقان ألباب دخلا وهما مبتسمتان قلت خير يا بنات في حاجة قالا جينا نسلم علي حضرتك رديت عليهما مزوغين من الحصة ردا بسرعة لا والله دي حصة فاضية ضحكت وقلت إذن إتفضلا وجلسا وهما مندهشين من طريقتي معهما عرفتهما بنفسي وقلت لهما وإنتوا بأه مش هتعرفوني عليكم ردت فاتن وعرفتني بهما قلت طيب إيه سبب شكوي المدرسين منكم وليه مش طايقينكم منتوا بنات حلوين أهو ممكن تحكولي عن البيت عندكم بان علي ملامحهما التأثر وبدؤوا سرد قصتهم إللي محتواها أن والدتهم توفت من عشر سنوات ووالدهم تزوج من أخري متسلطه كانت تفرض عليهما سيطرتها وتعذبهما في غياب الاب وأمامه تمثل الطيبة وأنهما المذنبتان دائما وأبيهما يصدقها بإستمرار فلجئا إلي المقالب وإثارة غضبها وأمام والدهما يمثلا البراءة كما تفعل هي معهما إنتهيا من سرد قصتهما فقلت لهما إحنا ممكن نبقي أصحاب تهللت أساريرهم وقالا يا ريت فقلت ولا تخدوني ماما ليكم هنا وجدتهما قاما وجريا نحوي وحضناني بقوة قلت بس بس إستنوا في شرط قالا وإحنا موافقين رديت تخففوا المقالب شوية بشوية لحد متبطلوها خالص عايزين الناس يقولوا مش عارفه أربي بناتي ضحكا وقالا إتفقنا وتركاني وأنا بتمني إتفاقنا ينجح فكل إللي كانا يريدانه الأمان والثقه وأحد يستمع لهما بإهتمام وحب وأنا حاولت أقوم بالدور ده حاولت أملأ فراغهم العاطفي وأعطيهم نصائح بطريقة غير مباشرة من خلال حكي مواقف مرت عليا في تعاملي مع الناس إستدعيت والدهما وشرحت له حاله البنتين وما توصلنا له فقال إنه لاحظ وجود هدنة في البيت مما أثار إستغرابه فنصحته أن يقرب منهما ويستمع لهما ويحظي بوقت منفرد معهما وعدني بذلك وشكرني علي إهتمامي بإبنتيه وإنصرف وظلت فاتن وفتنه يقدمان لمكتبي في أي وقت فاضي عندهما يحكيان لي ويستمعان مني وكانا يتلذذان بكلمة ماما وأنا بدوري أسعد بها فلقد أصبحا فتاتان متميزتان لا مقالب لا شكاوي بل إنضما لفريق التمثيل وكانا يتمعنان في دور بنات زوجه أب سندريلا وكنت أجلس أشاهدهما وأنا سعيدة فهما عرفا كيف يوظفان طاقتهما بإيجابيه ويخرجان غضبهما بصورة مقبولة إجتماعيا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق