اخر الاخبار


الأحد، 2 أغسطس 2020

حياتي -الكاتبة سالى محمد




حياتي

 الفصل الثاني عشر 

ردت حياة علي سامر بطريقة جعلته ينكمش في نفسه فقالت أظن أنا كبيرة بما فيه الكفاية لإتخاذ القرارات إللي تخصني زي منا طول عمري كبيرة ومضيعتكوش فاللي يخصكم علي العموم المعاد بكرة الساعة سبعة عايز تكون موجود أهلا وسهلا مش عايز براحتك وقبلت أمها وتركته واقف مندهش من تغير حياة معه بهذا الشكل من يوم وقوع أمهم ومرضها فهمس في نفسه يا تري سمعتنا وإحنا بنتكلم عليها فاق من شروده علي صوت رغد في إيه مالكم رد عليها بغضب أختك جاي واحد يخطبها بكره فقالت بسخرية عادي زيه زي إللي سبقوه هترفضه فقال سامر لا المرة دي باين عليها هتوافق فعلقت رغد ناااااعم توافق إزاي وإشمعني ده يعني إزاي تسيب البيت يضرب يقلب وتسيب ماما ومين هيخلي باله علي الإيجارات ومشاكلها أنا مش فاضية لوجع الدماغ ده فرد سامر ولا أنا ليا في الحاجات دي أختك عايزة تسوحنا هنا ردت أمهم بغضب إخرس منك لها يعني جزائها علي رعايتها ليكوا السنين إللي فاتت دي كلها إنكم عايزينها تفضل من غير جواز وتضيع إللي فاضل في عمرها في خدمتكم لا أنا اللي هقفلكم يا أنانيين أنا وهي غلطنا لما محملنكوش أي مسئولية وكانت طلباتكم كلها مجابه بدون أي نقاش ده لو أبوكم نفسه فضل عايش مكنش إتحمل برودكم وسخافتكم دي إتفضلوا من أدامي ومسمعش حس حد فيكم
 في منزله يجلس معتز يستمع لأم كلثوم ويقرأ كتاب ويحتسي قهوته التي تعود عليها من أيام فقط وعندما قالت أم كلثوم دا الهوي العطشان في قلبي بيندهك يا أرق من نسمة وأجمل من ملك سرح وتذكر حياة ملامحها وهي حزينة وهي مجهدة أد إيه كانت جميلة وعلي تذكرها إذ بالموبايل يرن نظر وإبتسم وأجاب تقدري تقوليلي معناه يه إني أفتكرك ألاقيكي بترني عليا تلعثمت حياة لا تعرف بماذا تجيبه وقالت بقولك إيه لو هتكمل إتفاقنا يبقي تبطل طريقتك دي أنا مش بحب الطريقة دي في الكلام فضحك وقال مالها الطريقة دي فيها قلة أدب أو تجاوز ردت لا بس فيها تلميحات بتوترني أرجوك بلاش منها قال بجدية أنا أسف لو سببت ليكي أي توتر بس أنا أدامك معرفش إيه بيحصلي يا حياة بحس إنك مسئوله مني وإني لازم أزيل عنك أي حزن أو قلق علشان كده إقترحت عليكي تتخطبي وأنا أكون الخطيب دة ودة موقف عمري مكنت أتخيل أحط نفسي فيه كرجل عنده كرامة وبيحترم نفسه بس علشانك أنا نسيت كل حاجة وركزت في سعادتك إنتِ بس كانت حياة سارحة في كلامه وفاقت علي ترديده إسمها فقالت أيوه يا أستاذ معتز أنا معاك فضحك وقال حد يقول لخطيبه أستاذ برضو هنا قالت حياة شوفت أديك قلبت تاني أهو فضحك وقال خلاص متزعليش بهزر والله فقالت ماشي علي العموم المعاد بكرة ألساعة سبعة فقال هعد الساعات بالثانية لحد متيجي الساعة سبعة وأشوفك قفلت حياة الخط فاصدر هو ضحكة عالية وقال إمتي جبل الجليد يفك بأه
 وعلي الجانب الأخر دقات قلبها تهدر بصوت عالي جدا حتي أنها خافت أن يصل الصوت للجيران وبتسمت من كلامه فهو رغم نضجه الا انه يتصرف برومانسية مغيظة لها فجأة رن الموبايل وجدت المتصل مها صديقتها الوحيدة قالت لها كده يا مها نسياني ده كله ردت مها أديني رجعت يا ستي وبكره تزهقي مني لمعت عين حياة من السعادة وقالت بجد يعني مش هتسافري تاني ردت مها لا رجعنا علي طول علشان أقدم لباسل في المدرسة هنا ونستقر بأه كفاية غربة قالت حياة أحسن حاجة عملتيها إنتي وجوزك سألتها مها أخبارك إيه ردت حياة هتخطب بكرة شهقت مها وقالت إيييييه ردت حياة زي مبقولك كدة وحكت كل ما حدث وأدي لعقد إتفاقها مع معتز فقالت مها معتز دة باين عليه بيحبك اوي يا حياة قالت حياة إيه خلاكي تقولي كدة أجابت مها واحد في سنه ومنصبه الوظيفي ومكانته الإجتماعية يلعب دور زي ده ليه إلا إذا كان ليه هدف وهو إنه يقرب منك بأي شكل وبأي حجه قالت حياة إنتي كده خوفتيني منه أكتر منا خايفة ردت مها لا متخافيش يا حبيبتي أدخلي التجربة وإدي لمشاعرك فرصة تتحرر من سجنها مش يمكن يكون معتز هديه ربنا ليكي علي تعبك مع اسرتك بعد وفاه والدك سكتت حياة ولم تجب فقالت مها فكري بهدوء وهكلمك بكره أعرف إيه اللي حصل في المعاد وقفلت حياة وهي تفكر في كلام مها صحيح هي دايما مستفزة من معتز بس الحق يقال عمره مخرج عن حدود الأدب معاها رغم محاولاته الدائمة لإختراق حصونها إنتبهت علي صوت أمها قوليلي يا حياة العريس جاي لوحده ولا معاه حد ردت علي أمها معرفش يا ماما طيب أهله عايشين هنا ولا فين ردت حياة معرفش قالت الأم طيب أمه عايشة ردت حياة معرفش هنا قالت الام كل حاجة معرفش أومال تعرفي إيه قالت حياة معرفش غضبت الأم وتركت الحجرة وهي تتمتم بكلام غير مفهوم هنا ضحكت حياة علي نفسها فهي سوف تخطب لشخص كل ما تعرفه عنه إسمه الثلاثي فقط في منزل الحاج محمد إتصل عليه معتز فقال له محمد مش معقول معتز بذات نفسه بيكلمني دا الليلة عيد فقال معتز هي كده فعلا رد عليه محمد يعني إيه مش فاهم فقال معتز عايزك بكرة الساعة سبعة تيجي معايا عند حياة علشان أخطبها هنا نظر محمد للموبايل بإستغراب فهو شاكك إنه سمع غلط فقال بتقول إيه الشبكة وحشه جدا مسمعتش كويس فقال معتز لا الشبكة كويسة بقولك هخطب حياة وعايزك معايا بكرة الساعة سبعة فقال محمد الله يلعنك يا شيخ جيت كام يوم هتاخد البنت مننا وتسيبنا لايصين منك لله فرد معتز إهدي يا حاج دة موضوع سابق لأوانه نخطب بس الأول وبعدين نشوف إللي هيحصل إيه بعد كده قال محمد ماشي يا خويا بس برضو الله يلعنك هه بس وقفل الخط وسط ضحكات معتز العالية فهو نفسه لا يصدق فما بالك الباقين من الذين يعرفون حياة ويعرفونه 

في حجرة سامر يتحدث مع أسيل زميلته ومتفق معها علي الزواج قال لها أه والله زي مبقولك كده جاي لها عريس وشكلها ناوية توافق فردت أسيل طيب وبعدين إنت ملحقتش تطلب منها فلوس الشبكة والخطوبة هتعمل ايه فقال سامر أما أشوف بكره إيه هيحصل وبعدين أقرر هعمل إيه فردت أسيل إعمل حسابك لو معرفتش تجهز فلوس الشبكة والخطوبة هلغي كل اللي بينا أنا مش هضيع الفرص اللي بتيجي ليا وأنا أعده مستنية حضرتك سلام وقفلت وتركته الغضب يأكل منه ويشرب ويسب في سره حياة وخطيب حياة

 في الصباح خرجت حياة توجهت للدار وهناك قابلت الحاج محمد الذي بارك لها فقالت في نفسها فعلا مش بيضيع وقت نشر الخبر ولا وكاله رويتر ردت علي مباركة محمد لها وتوجهت لمكتبها طرقات علي الباب دخل معتز مبتسم مبتهج واضح علي وجهه السعادة فقالت له ممكن أعرف إنت سعيد أوي كدة ليه فقال واحد هيروح يخطب عايزاه يبقي عامل إزاي فقالت إنت هتجنني فقال ليه بس يا حياتي برقت عينيها وإشتشاطت غضب وقالت حياتك إيه يا بني أدم إنت فقال طبعا حياتي وملاكي ووضع يديه في جيوب بنطاله وأطلق صافرة من فمه لحن لأغنيه لأم كلثوم وتركها ومشي ستسقط أرضا من كثرة إنفعالها فقالت لاااا ده مجنون فوجئت بمها تدخل عليها جريت وأخذتها في حضنها وبكت بشدة فهي لم تجد من يأخذها في حضنه وتسند رأسها علي صدره وتبكي أبدا من بعد وفاه والدها ربتت مها علي رأسها وقالت لها إيه ده كله يا بنتي في واحده تعمل كده يوم خطوبتها نظرت لها حياة وحاولت الكلام فلحقتها مها قائلة يله بينا ننزل نجيب فستان حلو كدة للمناسبة دي ونروح علي البيت نجهز ردت حياة يا بنتي كدة وكدة تمثيل يعني ردت مها مليش دعوة هنجيب الفستان وهنجهز للخطوبة أيا كانت أنا مصدقت لقيت مناسبة حلوة ووزعت باسل عند ماما وأبوه سافر بلدهم هيجي بكره يعني معاكي للصبح إتفضلي خرجت حياة مستسلمة لزن صديقتها وتوجها لشراء الفستان اختارته حياة روز فاتح وطرحه الحجاب روز كذلك بس درجة أفتح من الفستان وذهبا للمنزل رحبت أم حياة بمها والتي دخلت مع حياة حجرتها وبدأت في تحضيرها 
وفي الدار أحمد قالب الدار بحث عن حياة حتي قابل عامر وسأله فقال له والله مش عارف بيقولوا في واحده جت وأخدتها وخرجوا مع بعض فقال أحمد واحدة مين وخرجت معاها ليه أحسن تكون تعبانة ولا حاجة أطلبها وإطمن عليها كده رد عامر لا يا عم أنا مبحبش أطلبها في الموبايل بحس إنها بتكون متضايقة وهي بتكلمني متكلمها إنت رد أحمد هه أصلي أصلي مخلص الرصيد وهنا جاء الحاج محمد سلم عليهما وقال إيه يا شباب واقفين كدة ليه في حاجة رد عامر أبدا أصل أحمد قلقان إن حياة روحت بدري مع واحدة جت خدتها فرد الحاج محمد بكل تلقائية لا متتخضوش وإبقوا باركولها لما تيجي وتشوفوها فنظر له أحمد وعامر بإندهاش وإستفسار فقال لهما مكملا حديثه أصلها هتتخطب للأستاذ معتز عقبال عندكم وتركهما ومشي وهما واقفين تائهين كمن أكلت علي رأسهما الطير هل سمعا صح أم أنهما يتوهمان هذا الكلام ومشي كل واحد منهما في إتجاه تاركا الثاني في حاله مثل حالته بالضبط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق