كنا صغارًا
صغارًا كُنا يا أمي
صغيرة مثلنا كانت مآسينا
لا شئ بالحياةِ يُلهينا
وبعض الدُمى وحدها تُلهينا
كُنا صغارًا يا أمي
أُرجوحة كانت كل أمانينا
ما كان الدمع يزورنا
والبصل فقط يا أمي يُبكينا
صغارًا لا شئ يشغلنا
عدا حضن يضمنا ويحتوينا
كم تدللنا عليكِ صغارًا
والآن ما عاد شيئًا يستهوينا
وها قد كبرنا يا أمي
فأصبحت الأوجـاع تُدمـينا
والدمع أسير الأحداق
أمسى يستوطن قهرًا مآقينا
ما عاد شيئًا يضحكنا
كأنما البراءة قد ماتت فينا
كبرنا واتسعت خطانا
ألا ليتها ما اتسعت خطاوينا
آه يا أمي من الأوجاع
تسكن هنا بالأحشاءِ وتكوينا
رائحة الموت تحاصرنا
آه من العجز قد كبل أيادينا
ما أقسى فراق الأحبة
فلا شئ بعد الفراق يواسينا
إنا إبناء الأرض يا أمي
وملح الأرض بحزن ينادينا
أترانا حقًا كبرنا يا أمي
وضلت أقدامنا رُغمًا مـوانينا
نعم كنا صغارًا يا أمي
فَلما كبرنا قد خابت مساعينا
ألا ليتنا ما كبرنا..وليته
ظل البصل وحده ما يُبكينا
أيمن موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق