أنا الغريب -الشاعر شاهين جاهين

أنا الغريب

وأعلم أنِ ليس لي بين ربوعكم وطن
وان الغد يأتي بالرحيل ولن يطولَ
وأعلم ان بعد رحيلي لن يذكرني طير
وأن الماضي زيف كالدخان
انا الغريب
هناك بين جنادل صدري ماتت الحقيقة
وأصبحتُ المزيف ابن صفحات الخيال
انا المؤقت فلا ترجوا الحياة علي ضفافي فقد أزول وتبقا وحدك بعد الزوال.

انا الغريب
فلا يعلم قريب عن مكانِ ولا يسمع خليل صوت الأنين
ولدتُ بلا مخاض او صراخ كنبت في الصحاري بلا جزور
ولم أجد المعين سوا عصى تُعين علي المئارب والسنين
وحين الدمع أبكي خلف جفني فلا دمع يسيل ولا عويل
وإن يوما جلست إلي جواري تقول بأن فرحي لا يزول
سعادة وجه تخدع من جواري ومن ينظر الى من بعيد
ويذهب بعض من كرهوا مقام بذم او هجاء مستفيض
ولو أدرك البعض مقامِ لأيقن كلهم أني غريب
وما عمر الغريب بين قوم بأطول من طفل ماتَ رضيعَ
فلا ذكرٌ يعيشَ لهُ بقوم ولا اسم يخلد، بل يضيعَ

غريب إن نَسيتُ فذكروني
ولكن لستُ أنسي فلا أضيعَ
فقبل النومُ أجلد نفسي وروحي وأجلس خلف قضبانَ حديدَ
أكون قاضي لا يرحم سجين ويغرس إتهام فى الوريد
وأعلم من تلونَ كي يُطاع واعلم بارع وهم الجميع
وأنثي اُوهمِت حبىِ فباتت تحكي عني فتى مُطيعَ
واوهمت الجميع ولم أبالي، لان الوهم يعشقهُ الجميعَ

غريب سوف تلعنهُ الليل ومن منا لم يلْعن غريبَ
وبعد الغد لن تجدوا كتابي وإن وجدا تجاهلهُ الجميعَ
فلا وطنً أعيش اليوم فيهِ ولا في الغدِ طير يذكرنى
عليل بالسقامِ ولستُ أدري أعيب النفس أم خان الغريبَ

شــاهيــــن جاهيـــــن