رؤي قلم وحياة
استكمالا للحالات المميزة التي مرت علي خلال عملي في مجال علم النفس اليوم هكلمكم عن حالة غريبة جدا كنت بمارس عملي في مكتب رعاية الاسرة والطفل وكانت مديرتي سيدة تتميز بروح الفكاهه قالت لي هديلك حاله أنا نفسي مش عارفة أوصل لحل لغزها فقلت هاتي وأنا لها بعون الله أعطتني الملف بإسم زينب محمد بدأت أقرأ وجدت الآتي زينب وجدت طفلة في مقلب قمامة بجانب منزلها اخذتها ونظفتها وإهتمت بها فتره وارادت ان تطلع لها شهاده ميلاد بإسمها وإسم زوجها وفي مكتب الصحه تم الإبلاغ عنها وأخذوا الطفلة وأودعوها دار الرعاية زينب بكت وإنهارت واخذت تولول بنتي بنتي هاتولي بنتي وكل يوم تأتي للمكتب وتجلس أمام الباب تبكي أنا تعجبت الطفلة هناك من أنجبتها من بطنها ورمتها وزينب وجدتها في القمامة وهتموت وتحصل علي الطفلة انهيت قراءة الملف وأنا عماله افكر زينب عندها أربع أولاد ولدين وبنتين وزوجها متوسط الحال يعني بيكفي بيته علي الأد طيب زينب عايزة الطفلة ليه فضلت نايمة قايمة بفكر في لغز زينب وفي يوم وأنا داخله المكتب وجدت زينب أخذتها معي للداخل أجلستها وجبت لها شاي وميه وعرفتها بنفسي وسألتها مباشرة إنت عندك عيالك أولي بفلوسكم ومجهودكم ورعايتكم عايزة البنت ليه بكت بحرقة وقالت أنا من ساعة ما لقيتها في الزبالة وأنا قلبي إتشد لها ولما أخدتها وروحت البيت أبو العيال قاللي نربيها مع العيال وربنا هيبعتلها رزقها فقلت لها بس كده إنتي بتجني عليها إنتوا حالتكوا علي أدها مش يمكن ربنا يبعتلها أسرة ميسرة الحال يكفلوها ليه تقفي في طريقها فنظرت لي بإنكسار وقالت يعني مفيش فايدة رديت عليها القانون مفيهوش خواطر القانون بيبص للصح اللي إحنا بنكون غافلين عنه فقالت طيب ليا رجاء ومتكسفنيش قولتلها لو أقدر أعملك حاجه مش هتأخر اكيد فقالت عايزة أشوف نسمة نظرت لها مستفسرة نسمة مين فقالت وعيونها كلها دموع البنت إللي أخدتوها مني فقلت لها هو ممنوع بس هحاول وتركت رقم تليفونها ومشيت في يوم طلبتها عرفتني بمجرد إلقاء السلام عليها فقلت لها لو خليتك تشوفي نسمة توعديني إنك تنسيها وتلتفتي لبيتك وعيالك ردت بلهفة أوعدك وكانت نسمة قادمة من دار الرعاية مع مخصوص من هناك لإستكمال إجراءات وضعها في الدار حيث لازم عمل بصمة القدم لها ووضعها في ملفها وهنا كانت زينب في إنتظارها معي في مكتبي حضنتها وقبلتها وبكت بحرقه أخرجت كل مكنونها من مشاعر تجاة البنت وبعد فترة ذهبت نسمة وبقيت زينب تبكي وأنا أطيب خاطرها وفي الأخر تركتني وذهبت وكدة اطمنت أن زينب مش هتيجي تقعد أدام الباب تبكي مرة تانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق