اخر الاخبار


الاثنين، 6 يوليو 2020

ورقة التوت الأخيرة -الكاتب أيمن موسى


ورقة التوت الأخيرة

بين طرقات الأمل وعلي حافة الصمت والألم .
بين دهاليز الحنين ومسارات متعرجة مسكونة بصور وذكريات لم تزل نابضة بضجيج صامت ها أنا أخطو وحدي .
غضضت بصري عن عالم مظلم قد شوهته الخطايا والأثام بينما ما زلت أرى طريق التيه طويلًا لا نهاية له أو رجوع كأهل الكهف مطارد يعتريني الخوف والوجل .
شارد الذهن كل الحواس صماء لا ظل لي ولا صدي لصوتي .
ما أسوأ الإنتظار عندما يكون ضبابيًا عندما يكون سرابًا عندما يكون سرمديًا كظل يكتسب وجوده من الشمس فما أن تغيب حتى يتلاشى بغيابها ليتسلل ويتوارى متخفيًا بالظلام يتوشح خيبة الرجاء والأمل .
حافيًا أسير فوق الأشواك أشعر بالحصي تحت أقدامي يمزق روحي يعزف على أوتار قلبي لحن الوجع فيحتل كل حواسي ويستوطن بالوتين كمحتل غاشم .
تبًا لهذا الظلام يحيط بي من كل حدب وصوب وكأنه يسكنني وتلك الأصوات التي تلاحقني تسبقني وتحاصرني فلا أكاد أسمع سواها وإن سددت أذني وهى تردد نفس السؤال من أنت ؟
من أنت ؟ من أي العوالم أتيت ؟ أتوقف بغتة ألتفت للوراء ليس لأجيبها وكيف أجيب ما أجهله ؟
أتوقف حائرًا لأشاركها نفس السؤال والحيرة من أنا ؟
بل لماذا أنا هنا ؟
هل أنا عابر سبيل أم حلم ميت على قارعة الطريق ؟
أو ربما كنت أمل قديم تحول الي سراب بعيد .
ربما وهم قد إستوطن الخيال فغادر وذهب للأبد بغير رجعة .
أتراني فقدت هويتي أثناء البحث عن ذاتي ؟
هل أعود يومًا ما من حيث أتيت ؟
ولكن من أين أتيت ؟
حقا لا أذكر من أنا أو من أين أتيت !
كل ما أذكره من الماضي السحيق بذاكرتي الخاوية هو ذلك الضوء الذى تسلل بداخي كشعاع يمتد بلا نهاية .
مهلًا فما زالت ذاكرتي المهترئة تعج بالكثير من الهلاوس الضبابية وبعض الحروف المتناثرة والكلمات الناقصة بعض أوراق التوت المتساقطة التي فشلت بمواراة سوءاتي .
من بعيد تلوح لي تفاحة غير مكتملة وشجرة يابسة وامرأة تواسيني وتشاركني نفس الشعور بالحسرة والندم وكأنها أول حواء وكأنني أخر أدم قد تم نفيهما من الجنة ليخوضا إختبار الحياة .
ما زال الصوت يطاردني يأتي من أعماق الجحيم يتلذذ بنشوة الإنتصار يردد برتابة تلك العبارة الأزلية ما زال طريق التيه طويلًا ما زال طريق التيه طويلًا .

أيمن موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق