قصة قصيرة
معا إلى الأبد
عادل طفل صغير يعيش مع أمه وأبيه وكانت لأمه قريبة تبحث عن سكن فوجدت سكن بالقرب منهم وكان عليهم أن يذهبا معا لمعاونة عفاف قريبه أمه في ترتيب وفرش السكن الجديد سأل عادل أمه عن عفاف قالت هي خالتك قال اهي اختك بعفوية طفل قالت لا مثل اختي فقد تربينا معاعند قدومهم إلى عفاف رحبت بهم وقالت مرحبا عادل رد مرحبا عفاف قالت له أمه قل خالتي فقال هي ليست اختك بعفوية طفل فضحكت عفاف وقالت أنه عريس ابنتي ويقول كما يريد قل ياعادل عفاف دائما لم يكن في ذلك الوقت عند عفاف أطفال بعد لكن شهور قليلة وحملت وكانت تقول لعادل سوف ألد لك عروسا
وذات ليلة دق جرس الباب فإذا بزوج عفاف يخبر ام عادل أن عفاف جائتها آلام الولادة ذهبت هي وعادل إلى عفاف وقد اتمت الولادة وشائت إرادة الله ان يرزقها بمولودة
نادت أمه عادل هيا تعالى لترى المولودة الجديدة مجرد أن نظر إليها أحبها فحملها وقبلها قالت عفاف هي عروستك التي وعدتك بها لكن عليك ان لا تتركها وتظلا معنا حتى تكبر
كانت أم عادل أغلب الأحيان عند عفاف تساعدها في تربية المولودة ومعها عادل فاعتاد عادل على عفاف والمولودة
وكانت عفاف تحمل حبا شديد لعادل ايضا ودائما ماتحنو عليه وتهدهده وكانه ولدها
مرت السنين واصبحت المولودة التي أطلقوا عليها اسم ندى عندما ولدت
كانت بعمر المدرسة ولما يحملا عبأ الذهاب والحضور فمن اول يوم دراسي ذهبت عفاف معها وبعد ذلك كان عادل يذهب ويعود بها ويحمل عنها أدواتها
حتى في المرحلة الثانوية كان يحمل عنها شنطتها الدراسية كانت ترفض لكن كان يصر على أن يحملها عنها
وانتقل عادل للمرحلة الجامعية أحست ندى بالوحدة بدون عادل وكيف لا وهي منذ اليوم الأول لها في الدنيا وعادل بجوارها
أكمل عادل دراسته الجامعية بتفوق وحصل على. وظيفة بالقطاع الخاص بدخل كبير
أراد عادل أن يتزوج ويكون أسرة ويبدأ مرحلة جديدة من الحياة
بالرغم من كثرة الفتيات في الجامعة والعمل فلم يكن يرى إلا ندى فعرض على أمه الارتباط بها فرحبت ورحبت ام ندى وإبيها
تم الزواج وفي ليلة مرحة بين الأسرة والأصدقاء وتعاهدا على أن يظلا معا دائمآ وإلى الأبد
مرت الحياة هادئة سعيدة ورزقهم الله ابنان وبنت لكن على عهدها الحياة لم تستقيم لأحد
كان عادل في موقع العمل وحدث إنهيار لمبنى تحت الإنشاء وهو بداخله
تبدلت الحياة في تلك اللحظة فقد أصيب إصابات بالغة قد اعجزته فلم يعيد يسير على قدميه واصبح شبه عاجز عن القيام بمهام الحياة
في العمل حول إلى عمل إداري براتب أقل بكثير لا يفي متطلبات الحياة ولا ثمن الادوية التى اصبحت روتين يومي
توقف عن التفكير بنفسه وأراد أن يترك لندى الإختيار في أن تعيش بدونه فقد أصبح عبأ عليهم
قال لها أنا قد أصبحت بدخل قليل لا يكاد يكفي الدواء
ولا اقدر على القيام بمهام الحياة اليومية حتى مهام الحياة الزوجية
أنا لم أعد ذاك الشخص الذي كان لقد أصبحت شبه لبقايا إنسان
فبكت واحتضنته وقالت انا يكفيني منك ماكان لقد وهبتني سعادة لا توصف ويكفيني الآن نظرة حانية لمسة عطوفة قبلة على الجبين انت ياحبيبي نبض القلب وضي العين قد تعاهدنا معا أن نظل معا إلى الأبد
وهل هذا وفاء عهدنا أن تتركني وحدي في منتصف الطريق
نزلت سوق العمل لتعاونه في مصاريف البيت والاولاد ومتطلبات الحياة
وكانت تعود إلى المنزل فتحتضنه وتقبله بين جبينه وتداعبه كعادتها لتخفف عنه وتغمرها سعادة كبيرة عندما يبتسم
عند عودتها من العمل ذات يوم وجدته مرهق وحرارته عالية ذهبت للطبيب لعرضه عليه
تشخيص الطبيب يقول أنه يعاني مرض شديد العدوى وعليهم الابتعاد عنه حتى لا تنتقل إليهم العدوى
وأوصى الطبيب أن يوضع بالعناية المركزة وعدم اقتراب أي شخص منه
رفضت لكن عادل أصر على أن يذهب للمستشفى خوفا عليهم
كانت تذهب للمشفى فيمنعوها من أن تدخل عنده فتقف أمام الباب الزجاجي تنظر إليه حتى يشير إليها ثم تنصرف
وذات ليلة اشتاقت إليه غافلت طاقم التمريض وتسللت اليه تحتضنه وتقبله فاستفاق وقال لها عليك الابتعاد حتى لا تصيبك العدوى
وظلت هكذا حتى اصابتها العدوى فقالت لهم ضعوني بجواره فنحن دوما معا وسنظل معا إلى الأبد
أحست تعب شديد فقالت لهم دعوني بجواره التصق به مدت يدها تمسك بيده
بعد لحظات أحس ببرودة يديها وأنها قد افلتته فنظر إليها وجدها قد فارقت الحياة تملكه الحزن الشديد وقال كيف لك ان تتركيني في منتصف الطريق وقد تعاهدنا أن نظل معا إلى الأبد واشتد حزنه ولم يتحمل فراقها ومات بعدها بلحظات حقا لقد تعاهدا وقد اوفى الاثنان بعديهما بأن يظلا معا إلى الأبد
فتحي القزاز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق