رسالة طفل
وقفت على قبر
طفل صغير شهيد
وإذ كأني قُيدت
قدماي بقيدٍ من حديد
وإذ بهاتفٍ يسألني
متى تُشيعون بريئاً جديد
تنتابني دهشة ورعشة
كأن أصابني جان عربيد
يعود الصوت ينهرني أخبرني
يا شاعر لِمَ أنت شريد
تساءلت أأنت حق أم
ذاك من طقوس المكان
يبتسم الصوتُ كلا أنا
صداك ألست بإنسان
كل ما في الأرض طوع يمينك
تُسيره بأطراف البنان
نعم أنا هو أقسم
لك سأفعل ما تُريد
قال لِمَ أقسمت يا إنسان
قبل أن تعي البيان
أجبت أقسم لك أني
لا أهاب الموت فلست بجبان
ليتني معك حسدي
عليك يا طاووس الجنان
قال متمتما خوفي عليك
إليك فحوى التبيان
قص على الطغاة كم
ترويكم بُحورٌ من الدماء
كم تسرُ نفوسكم
بقايا عظامنا والأشلاء
سلبتم أموالنا
وأدتم أحلامنا
فجرتم ديارنا
محوتم أوطاننا
جهلتم عقولنا
سكنتم القصور
عبدتم النساء
طمستم ربيع نهارنا
جففتم مياه أنهارنا
لوثتم بحارنا
دنستم أرضنا
استكثرتم علينا شربة الماء
عشنا حفاة
صرنا عُراة
كَرُعاة الشاه في البيداء
فما رضيتم
وما تركتمونا أحياء
لِمَ تشتاقون إلى الخراب
شكوناكم لرب السماء
ننتظركم قريباً
يوم العرض والحساب
يوم أن تُكشف أعمالكم
لا يواريها حجاب
فلا نفاق هناك
ولا إعلام فاجر كذاب
يوماً ستتمنوا أن
تكونوا محض تراب
يا قوم اشهدوا أني
قد بلغت هذا الخطاب
من طفلٍ تنحني
له هَامات ورقاب
ليتكم به تُلحقونني
قد فعلتم بي الصواب
لكني أعلم جبنكم
وسأنتظر طويلاً
وصول الجواب
بقلم أحمد أبو العمايم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق