ألوان شاحبة
ما دمت تحبو يا الزّمن
عرّش على مدّ المدى
تهليلة انسحاب
بامتداد أرصفة
لم تختبر سوى
وئيدة الخطا
حذر انزلاق
كمن يسير على
وتر رباب
يصدر صوت نغم
عزفه ومض سنا
همس وشوشة الغيوم
حين تغتسل الهموم
لحظة الغيث انهمر
فاتحا للمحل في ميدانه
ألف ذراع
والعناق احتضان
حدّ اختناق غير خطر
إذ لا كفن
فاحتضار الموت
نصر باذخ
صاخب مؤزّر
للملوك سادة الحياة
أوراقي على الطّاولة
مبعثرة
و ترتيب القصيد في ديوان روحي
عثرات
وأحرف الهجاء
ترعد بوعد وعيد
كيف ضاع الودّ
وانكسر عنق العوسج
والخزامى شقائق النّعمان
وانطلق
نسر حلمك نحو قمّة هاوية
على مهد الحكايا
في ثنيّات النّوايا
نوى الخلايا
هل ينهض حالم الحلم
بعد دهر من وأد
متنفّسا نبض الحياة من جديد
بعد أن
في كهوف الويل قد تمّ الدّفن
دفقات مدوّيّة من الضّباب
حطّت على درب المسير
لقوافل الحالمين من القطيع
بالمرعى
الوجهة جنّة السّراب
إذ مواسم الأرض يباب
وصور الأحبّة.
غطّاها غبار انتظار
ولا رسائل مع الرّكب
تنبئ بالإياب
محموما ينطلق النّشيد
من مخارج حنجرة التّراب
وكلّ حبّة رمل
حبلى بغصّة
تنتظر بعد عسر
مخاض السّحاب
ليكون ما بعد الولادة
خواتيم تمزيق أو التئام
الرّحيل
هجرة قسريّة
فيه صوت الآه
أزيز رصاص
تائهون كرقص مغزل
وسط بركة ماء
لم يجد نقطة استقرار
والوطن ملّ الشّكاوى
فقرّر الاعتزال في القصائد
ما بين بكاء رثاء
و فخر ماض شاسع
أصبح الآن العزاء
حين يذكر في حضور الذّكريات
تبتلعني الحسرة
الخيبات
ووساوس ذاكرتي الغبيّة في عناد
سنعود يوما
فيا ذا الأمل
حضّر البخور و الشّموع
لعرس آت
سلبونا مذاق الحياة
جرّعونا المرارات
زعم المتخمون أنّا
من الميراث
لا حصّة لنا من كريم عطاءات
كفى بنا عزّا هويّة انتماء
مهرت البطاقات
وما تبقّى منّا بادّعاء الأسياد
وإن مات
عليه في أحلك الّليالي
رفع كأسك يا وطن
وتوزيع ابتسامات
روضة الدّخيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق