اخر الاخبار


الخميس، 9 يوليو 2020

.شيء على الطريق -الكاتب خالد السعداوى



شئ على الطريق...5

ظن عابد ان الثور المجنح غضب منه وقد يهاجمه فتركه ومضى نحو التمثال الشمعي الاخر ..كان رجلا يرتدي ثوبا يصل لمنتصف ساقه له نفس لحيه الثور المجنح مما يجعلهم من حقبه واحده بيده اليمنى عصى وباليسرى ناي وعيناه تنظر للافق لايدري عابد لم ظن ان شخص التمثال كان عاشقا كان التمثال يحمل الرقم 604 تفحص عابد الدليل بيده ووصل للرقم 604 اها انه تموز الراعي الذي عاش زمن القحط ببابل ورى السنابل تحتضر عطشا فقرر ان يرعى الغنم ليقتات عليها ويعزف بالناى عسى يستعطف الاله وبينما هو يرعى يوما لمحته عشتار اله الجمال بالأساطير البابليه واعجبت به فقررت ان تلاعبه و.....
فجاءة سمع عابد أغنيه تقترب منه اغنية تنشد على بلاط قاعة المتحف بقدما يتقن اللحن ك مهرة تعزف (بخبب) بدءت الاغنية تقترب منه ترك تموز واقفا لوحده والتفت فإذا به  رباب تمشي باتجاهه ببشرة بيضاء كانها الشمس وقدا كأنها سنبله تتمايل مع الريح يسبقها عطرا كانه نظرة عشتار صوب تموز تعجب ما يحدث ايمكن ان يكن اليوم موفقا لهذا الحد
رباب--صباح الخير استاذ قالو لي انك تريد مرشده
يارب ايعقل ان حظي سيكن اليوم كما حظ تموز سمع عابد صوتا من جهة التمثال يقول له لم لا
التفت صوب التمثال وجده يبتسم ويغمز بعينيه تبا لعلي جننت او قله النوم جعلتني اسمع هلاوس ذهنية وارى لكنه اندمج فقال لتموز
دعني الان لارى ما سافل
اجابه تموز ستفعل الصواب ( فما الان الا التاريخ فيما بعد)
التفت لرباب واستدرك اهلا سيدتي اي نعم احتاج مرشد
رباب--انا اعرفك لقد رئيتك سابقا
عابد --نعم انا الرجل الذي كان بالحادثة التي تعرضتي لها قبل يومين على الشارع قباله المتحف
رباب--نعم نعم تذكرتك انت من حملني من الشارع للرصيف حين كادت الحافله ان تدهسني شكرا لك من قلبي
ومدت يديها مد عابد يده لتأخذ رباب يده بكلتا يديها وتشد عليها بحرارة احس عابد ان عشتار عانقت تموز يدويا وتاه وكانه وسط حقول تموز القحطه وقد امتلاء صدر سنابلها حبا واصفرت وشمخت على الريح
عابد--لاعليك فعلت الواجب....خجلت رباب من تصرفها واحمر وجهها حتى بدى كما شمسا بساعة اصيل واستدركت
رباب--اراك أحببت تموز اله النماء بالاساطير البابليه
عابد --الم يكن مجرد راعي يعزف الناي مرتلا ادعيه يستعطف بها الاله لتغدق على قومه بالمطر والعطاء
رباب --نعم لكن صدقه وسلامه قلبه وعذوبه لحنه جعلت الاله عشتار تحبه وتستجلبه ليكن من ظمن الاله وتخوله الخصب والنماء كما تقول الاساطير البابليه التي تبقى مجرد اساطير
عابد-- لكن الاساطير هي عبارة عن جذر حقيقي ممزوج بذهن وخيال واحلام البشر
رباب--عال لمحه رائعة وحس عالي يبدو انك مطلع بما فيه الكفاية
ونسي كلا من عابد ورباب ان يديها لاتزلان متعانقتين
سحب كلا منها يده بخجل واضح
عابد --اذن سترافقيني بجولتي
رباب- اولا واجبي وثانيا تستحق اظهارا لمعروفك معي وموقفك الانساني
لم يشعر عابد الا وهو يلتفت لتموز كانه يطلب النصيحة
تموز-- امضي ايها الرجل واترك نفسك لها فمن الممكن انك اليوم ستوهب فرصه لتكن اسطوره
رباب-- نبدء بتموز ام نعود للثور المجنح
عابد--لا لا نبدء بتموز
كان تموز......وشرعت رباب تشرح لعابد وتقص له اسطورة الراعي تموز وقصة عشقه لعشتروت وكيف اضفى هذا العشق بالرخاء والنماء على ارض بابل بفترة كانت الاقسى على الناس بذالك الوقت
وعابد ينظر لدفتي الازل والابد بفم رباب وهن يصنعن مدى رحب وحتم لشى تمنى عابد لو ان الزمن يتوقف الان او ان المستقبل يتأخر ولو للابد
ليستمتع بالصوت الذي كانت روحه تنصت له وتستمع بعذوبة وصداه.......واستمرت جولتها وطافا كل المتحف تقريبا واكثر عابد الاسئله على رباب وكانه تلميذ صغير سالها عن كل شى حتى عن اشياء كان يعرفها وعن بديهيات الكل تقريبا يعرفها محاوله منه ان يوقف عجله قاطرة عجوز تمشى على سكة صدئه كان خلال اليومين السابقين يتوسلها ان تستعجل لانها كانت تطحن عظامه....... اما الان فقد كان صرير العجلات الهرمه على السكة الصدئه يرعبه يصم اذن روحه.....
لكن وفجاءة
دقت ساعة المتحف معلنه ان الوقت كان الثانيه بعد الظهر
رباب --عجبا كيف مر الوقت سريعا قضيت كل وقتي معك وانت زبون واحد
عابد --اي وقت
رباب --سيقفل المتحف يبدو اننا نسينا انفسنا
عابد--او ان الزمن كان عجولا ليصنع التاريخ كما يقول تموز
رباب --تموز قال هذا متى واين قرءت هذا الشئ
خجل عابد وغير اتجاه الموظوع
عابد--رباب ممكن طلب
رباب --تفضل
عابد-- ممكن ان ادعوك على الغداء او نشرب شى معا بعد انتهاء وقت عملك
اجابت رباب والخجل يبعثر كلماتها
رباب--نعم لاباس سانهي عملي خلال نصف ساعة أراك خارج المتحف على ناصية الشارع هنالك مقهى قهوته لاتنسى ...فانت تعرف الموظفين تعرف ما أعني
وأخفت ابتسامة كانها الشمس بأول خيوطها تستحي ان تزيح ظلام الليل لكن لابد
عابد--طيب هذا رقم هاتفي حتى تتصلي بي س اذهب منذ الان للمقهى وانتظرك
رباب --لازال الوقت مبكر
عابد --الوقت دوما مبكر بكل شئ لايهم س انتظر ولو للابد
ابتسمت رباب كفتاة تعي ماذا يعني ان يعد رجلا فتاة ان ينتظر للابد اخذت من عابد رقم الهاتف وقالت انها ستتصل ليخزن رقمها ومضى عابد كما باقي زبائن المتحف الذين تلقوا نداء من مكبرات الصوت ان المتحف سيغلق
واثناء خروجه مر عابد بتمثال تموز الذي تلقاه ببتسامه
وهمس له
لم اجد وانا اتجول
بتلك الحقول
سنبله ممتلئه
او بسمة سنبل
كلهن يطرقن للارض خجلا من فراغ صدروهن من الحب
خجلا من الفلاح...ومن المنجل
من تعبه
ونهوضه فجرا
من كسرة خبزا يلفها على وسطه بحبل
من الفزاعه
وحتى من الغربان التي تفتش عن بذرة
للسنبل يقتل
حتى مرت عشتار تغني بخطواتها اغنية عذبه
بالنماء والخصوبة
ترفل
بالماء وصوت الغدير تغني
كانها فتاة ليلة زفافها
ترقص وتحجل
ملاءت صدر السانبل حبا
هكذا تتكون الاسطوره
قلبا شغوف طيب
وعيونا نجل
ونائ يعزف ابدا لحن جميلا بل من الجمال مقترنا بالجلال
اجمل
وعصا يتكئ عليها الفتى
لاهله ووطنه بالنماء والخصب
يدعو ويرتل
وأمين دعاءه
جمال روحا تهب النور من شمسا
تشرق من ازل
الابد لا تأفل

هكذا غنى تموز

خالد السعداوي....شي على الطريق
 يتبع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق