اخر الاخبار


الاثنين، 27 يوليو 2020

مملكة العجائب10-الكاتب محمد سعيد النجار



مملكة العجائب

الحلقة 10 

النار تسود المكان ، لا يوجد مفر النار لا شك ستحرق كل شيء ، إنها النهاية يا محمد !
كرة ملتهبة تسرع في اتجاهه ، مع كل دوران يزداد حجمها ، و يزداد حرها ، سقط محمد على الأرض ، من شدة حرارة المكان ، الهواء ملتهب ، يلهب صدره ، أصبح يأخذ نفسه بصعوبة بالغة ، الكورة الملتهبة أصبحت ضخمة بكل معني الكلمة ، لا مفر الآن ، اقتربت النار لحظات و تضرب محمد ، لتنهي تلك المعاناة ، شرارة الكرة اصبحت تلفح محمد ، سنتيمتر و ينتهي كل شيء ، تحامل محمد على نفسه ، لو كان الموت قادم ، فأحب إليه أن يموت واقف ، مقاتل في سبيل ما يؤمن به ،
وقف محمد وفتح زراعيه ، وتلاحم مع النار تلاحم الاسد مع الفريسة ، أقصد كما يتلاحم الحديد مع النار في أول دخول له ، اصبح في داخل الكورة الملتهبة ، اغمض عينيه ، و فجأة....
(( انتقال سريع ))…
- محمد : انا لم اطلب منك أن تحكي لي ما حكيت ، و لكن أتدري من المخطئ في قصتك التي قصصتها تلك ؟؟
- عبد الجليل : من ؟؟
- أنت!!
- انا ؟؟
- نعم ، أنت الضعيف الجبان ، أنت الذي سقت في وهم الضعف ، و سمحت لهم بأن يعذبوك دون أن تثبت لهم أنك مختلف عن اباك الدجال ، استسلمت لضعفك ، و اردت ان تعالج الخطأ بخطأ أكبر ، كم بريء مثلك حدث له ما حدث بسببك ، ما ذنب هؤلاء أن تعاقبهم علي جريرة إخوتهم و ما فعلوه و هم صغار لا يعقلون شيء ، و تلك هي عادة الأطفال دائما ، يتجبرون علي الضعيف ، و لكن بلا حقد أو ضغينة ، انت الضعيف...
- أحمد : محمد أحتاج أن أفهم !!
- محمد : ليس الآن ، هيا لنغادر ، أخشي إن بقيت هنا أكثر ، أن أصاب بنجاسة هذا المكان ...
(( في الطريق )) ..
تحرك الاثنين ، واحد علي ثغرة ابتسامه كبيرة ، فالأمور تتحرك طبع لعقيدته ، و لم يخذله عقله حد الآن.. و الثاني خرج يتلفت يمين و شمال وهو واضع يده علي قلبه و انفاسه عالية و تتسارع.. غاب البيت عن أنظارهم ، فسقط أحمد علي ركبتيه يأخذ أنفاسه ، نظر إلي محمد وقال..
- مش حتحرك من هنا إلا لما أفهم هو إيه الي حصل بالضبط ، وليه مولانا كان قاعد ساكت و انت بتشتم فيه ...
- علشان أنا عرفت حقيقته ، بس تصدق عجبني قوي في كلامه ومحفظته للغة العربية الفصحى..
- سيبك من اللغة دلوقت ، حقيقة إيه ؟؟
- إنه دجال يا حبيبي ، لا بيتعامل مع الجن ولا يقدر يأذي حد.. .
- إذاي يا عم ، انت شفت شكل بيته
- عادي جدا سهله..
- طب و النار الي كانت بتعلي ساعة ميدايق ؟؟
- بسيطة ، ده حاجه عمله ذي البتجاز بإشعال ذاتي ، لما بيحط عليها رجله ، بتولع نار .
- انت عرفت ده منين ؟؟
- شميت ريحت جاز و انا قاعد ، و بعد كده وجهته و هو أعترف لما عرف إني فهمته...
- يعني هو مش شيخ و لا حاجة ؟؟
- يا ابني ده دجال دجال لا يقدر علي شيء...
(( انتقال سريع ))
اصبح في داخل الكورة الملتهبة ، اغمض عينيه ، و فجأة برودة عالية تغمر جسده ، ونسمة هواء باردة تصيبه ، فتح عينيه ، نظر تأمل ، ثم سقط مغشي عليه...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق