اخر الاخبار


الجمعة، 12 يونيو 2020

رعشة الحرف هما - الشاعرة مسعودة عزارنية

 رعشة الحرف هما


مساء غجري...
هذا الذي يقسم رماد الكلمات
ينثر الغبش بعيون حالكة
ينكسر، تماديًا مع توقه للسماء
يغازل الغيم أن يرقّ و يدنو
عن خيلائه يترجّل، و يرمقه هنيهة
علّه يُلقي عليه تحايا عشق قديم
خبأه منذ أن أنجب منه قصيدة
مازالت تائهة، بين تناهيد العذارى...

هو


- ‏‎أول الكلام أنتِ...
تمنحين القصيدة شرف البدء
وحدك تحيكين ضوء الحروف
تنيرين كل السطور
تستلقين كالأميرة على شطآن ثرثرتي
تعانقين حواف الكلمات
لتُسقِطي بقية روحي
بين جفون الغياب...

هي:


- أيها الحرف الهارب من أبجدية روحي
لم تعد هنا بين ثناياها
أنت لم تعد هنا
و أنا كذلك غادرت إلى الأبد
سواحل الانتظار...
لم تعد هنا تراقبني
كيف أدسّ لك أمنياتنا الجميلة
في بعض قصيدة،
أو أرسم ارتقابك المتواصل لعودتي
لكنف الكلمات المتناثرة
كي ألمّها... رعشة بوريدي.

هو:


- حرفي المنكسر على حافة الغروب..
ينادي فيكِ كل ذرّات الرمال
على شاطئ ودّع آخر عثرات أقدامك.
يتأبط شرخ الكلمات
تلك التي نسجناها تحت قهقهات عِذاب
يرمقني عمري المتسرب بين أفوات الوصال
تدوسنا الحياة... و نتسلل من هفواتنا
أعشق فيكِ ذاك التمرّد...
أتوه مع كل التفاتة حنين...
وذاك الانسياب...

هي:


- عيناي... مرفأ للحزن
كلّما ناداهما الحلم السخيّ
العالق بروحك...
و نبضي الهزيل
هزمهما النّهار المتوهّج بالغضب
و صفّر وهج الأمل...فجأة
يباغتهما بالرّحيل.
الدّيار غدت بعيدة عنّا
لا أستطيع حتى أن أرنو...
و لو للحظة... لأمنية الوصول...

هو:


-بمقدوركِ أن تموتي ...
لكنك نفَس القصيدة
تتعثر حروفي بروحكِ
كلّما هممت بالكتابة
ستبقين دفقة عشق
تقطن هاهنا
بين الكلمات المتشرّدة..
تلك التي تلمم عكاكيزها
في الزمن الرّمادي
كي تعيد بناء قصيدة...

مسعودة عزارنية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق