اخر الاخبار


الجمعة، 15 مايو 2020

تأملات صائم - الاستاذ سعيد عزب

من المتعارف عليه عبر التاريخ البشرى انه لاتنهض حضاره انسانيه دون الاعتماد على العناصر الاساسيه او مثلث الحضاره الابدى ..

.الا وهو العلم والعمل وقاعده المثلث هى الفضيله ...
وهكذا قامت كل الحضارات الانسانيه الاغريقيه والرومانيه والمصريه القديمه....

ولم تكن الحضاره الاسلاميه ان يكتب لها الوجود فى التاريخ البشرى لولا اعتمادها على قاعده الدين الإسلامى ...

وماكان لها ان تنهار وتتداعى الابعد ان تخلت عن القاعده الاخلاقيه التى يتضمنها الدين. ..

فمن المعروف علميا لايمكن ان ينهار اى بناء إلا اذا تم العبث فى اساس المبنى وقواعده التى يقوم عليها ..

.وبما ان الفضيله هى قاعده اى حضاره سواء كانت هذه الفضيله مصدرها الدين او القانون او الأعراف التى تحكم الكثير من المجتمعات البداءيه ..

ونظرا لكون الدين يمثل أقوى القواعد الاخلاقيه لكونه رساله سماويه ولها قداسه ورهبه وخوف من الله وطمعا فى الكسب الدنيوى والاخروى ...

فنجد ان معظم الحضارات التى بنيت على قاعده الدين الاخلاقيه قد امتد أمدها قرون طويله ....

ومنها الحضاره الاسلاميه التى دامت لها السياده على معظم العالم لأكثر من ثمانيه قرون ...

ولم يتمكن أعداءها عبر التاريخ من زعزعه سيطرتها سواء التتار او المغول او حتى الغزو الصليبى الهمجى ...

ان يتمكنوا من الدوله الاسلاميه بالقوه العسكريه ....
فكان لابد لهم من اعاده مخططاتهم ومعاوده الكره ولكن هذه المره بالعبث فى قاعده المثلث الحضارى للدوله الاسلاميه الا وهو الفضيله ...

وبدأوا فى المناداه بحريه المرأه وكأن المرأه كانت سجينا لدينا ولم يعرفوا انها كانت أكثر عزه ورفعه ووضعها الدين الإسلامى فوق رؤوس الرجال ...

وكذلك شعار مساواه المرأه على الرغم من كون المرأه تفوق الرجل فى كل الحقوق دون استثناء ...

وهم يعرفون جيدا ان مصدر إفساد المجتمع كله هو افساد العلاقه بين الرجل والمرأه ....

لان على أثر هذه العلاقه تنهار العلاقات الاسريه والإنسانية والاجتماعية ....

ان تنظيم العلاقه بين الرجل والمرأه هى اساس تقدم المجتمع ونهضته التربويه والعلميه والأخلاقية ...

وهذه العلاقه ينظمها الدين الإسلامى ويضعها فى إطارها السليم الذى يحفظ كيان المجتمع وبناءه
واذا انهارت هذه العلاقه اوخرجت عن المنهج الدينى المحدد من قبل القرآن والسنه النبويه ..تجد ان المجتمع قد انهار تماما ...

وللاسف فإن انهيار الحضاره الاسلاميه لم يستغرق الكثير من الوقت بل كان انهيارها سريعا ومدويا...

أضف الى ذلك انه عندما انشغلت الدوله العثمانيه بمحاوله تقليد الغرب
فى تمرده على الكنيسه واتباع الحداثه والنهضة الصناعيه الكبرى ومن هنا بدأت أوروبا تعمل على أضعاف الخلافه....
بالاضافه إلى المؤامرات والانقلابات على الخليفه ومؤامرات الدول العربيه على الدوله العثمانية بالتعاون مع الإنجليز بواسطه الشريف حسين.

وعملت على التحريض عليها وتاليب الدول الاسلاميه الخاضعه للخلافه عليها ...

ومما ساعد على ذلك أيضا وسهل خروج الدول هو خروج الخليفه العثمانى على مقتضى الفضيله والاصول الاخلاقيه للدين ...

وهكذا منذ اكثر من قرن من الزمان وأصبح العالم الإسلامى وفى مقدمته الدول العربيه تتعرض لهجمات بربريه من الاستعمار الغربى ...

وحتى بعد ان قامت الثورات العربيه للتحرر منه فى العقد الخامس وماتلاه فى القرن الماضى...

لم يكن يروق له ان يترك عالمنا دون ان يزرع أشجار الفساد الخلقى والعلمى والاقتصادى والادارى. ..

حتى اذا فكر فى العوده لم يكن هناك مايعيقه عن سرعه تحقيق عودته وهو مايحدث الان ...

لم يعد هناك بد او سبيل امام العرب والمسلمون سوى العوده إلى قاعده المثلث الخاص بهم ...

والكف تماما عن إقتباس مايلوث هذه القاعده من بربريه وهمجيه سلفيه مقيته او الانحراف عن الطريق القويم بدعاوى التحرر ومسايره التحضر ...
لقد قال تعالى وجعلناكم امه وسطا ...

اى ان حركه الامه مابين الجمود وبين التطور ...اى انها لها ملامحها وسماتهاالتى تحفظ لها الكيان بين الامم. ..

فلدينا كل مقومات الاقتصاد السليم دون الحاجه إلى اى نظريات مقتبسه ..

وكذلك نظام اجتماعى مترابط وقوى ...كما ان العلم هو الفريضه الأولى فى العقيده التى تم تجاهلها ...

لدينا كل مقومات القوه والتحضر من خلال العقيده
....كنتم خير امه أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ...

ليس أمامنا طريق سوى العوده إلى الدين وليس غيره ...

سعيد عزب



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق