اخر الاخبار


الخميس، 6 أغسطس 2020

الطوفان -الشاعرة سعيدة حيمور


الطوفان

ذات مساء كان الغيم سفينة
ناداني ربانها وأشار بلحظة
أن مدي للحنين جسوره
تراقصت صور الرّؤى الجميلة
على منبر الطّفولة المرحة
حين كان الحلم يسقي الخميلة
في تناغم همساته السّاحرة
حملت قلمي ورسمت فراشة
بأجنحة نورانية معطرة نديّه
لتحلّق عاليا مزهوّة بالحرّية

سقط المطر ابتلّ جناحها
وقعت متسربلة بدمها
بكيت حلمي مبكّرا
وبكيت فراشتي الملوّنه
عدت أدراحي خائبة
أجرّ أذيال طموح منكسرة

شيء ما بصدري يدعوني
للاختباء التحفت أمسي
ولملمت شراعاتي المهترئه
حين جنّ الليل فاضت أدمعي
سارعت إلى عودي ووتري
كنت وحيدة على ضفّة الرّوح
شريدة أنشد ألحاني الحزينة

أيها الرّبّان حياتنا طوفان
وأنا لا أجيد الأسفار والسّباحة
فالأمواح جبال أقدار عالية
كم شاءت النّفس صعودها
وبعض المنى بخفقاته ذباح
يلامس الجراح يوجعني
يقض مضجعي صمت رهيب
يدبّ بروحي وهجه يحرقني
فخفّف وطأك يا ليل وارتحل
فحلمي مرفأ ألم والفجر وضّاح
بقلم سعيدة حيمور
الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق