لبنان -الشاعرة روضة الدخيل

لبنان

يا جنّة البيان
سحر الطبيعة
حين تغدق ينابيع فتنتها
فتغرق العشّاق في بحر الهيام
منذ أن عرف الغزاة حسنها
جمال ما تمتلك من مقاييس الكمال
وقعت سبيّة
وأصبحت عشيقة الكوارث
حرب
عداء
طغيان
توالى على انتهاكها
ألف قرصان
أنهكوها
دمّروها
مزّقوها
ألف قطعة
لكنّها الجنّة الّتي تأبى الذّبول
الانهيار
كانت تقوم من رماد حرائق
كطائر الفينيق
فتولد من جديد
كلّ مرّة
وإن بعد العسير من مخاض
فتزهر و تنضر
ويكثر الحسّاد

وها هي اليوم تدفن
بين ركام وحريق
بيروت لم تزل في عمر سلامها
أمانها
عمر صبيّة

لماذا أدمنوا قتلنا
وكأنّنا الأضاحي
في كلّ خطوة من بيروت
يسيل دم
تتطاول ألسنة الّلهب
والشّام يا بيروت
تحتضر
وما امتدّت يد للانعاش
أتساءل بحيرة الشّكوك
منذ المسيح
ونحن نصلب كلّ عهد
يزورنا الموت بلا موعد
يقطّع الحصار أوصالنا
نعيش لحظة الموت بعشرات الصّور
موت قهر
موت جوع
موت اصطياد
ابتزاز
وكلّ الصّور
تؤكّد أنّنا بألف خير
كذّبوا الخبر
نحن الّذين نلوّح للشّمس
أقبلي
نورا ضياء
لنعيش
أو أطلقي علينا
رصاصة الرّحمة
لكن
لا تدعينا نتوارث المآتم
من بغداد
دمشق
صنعاء
طرابلس
بيروت
مللنا تقديم التّعازي
وحان الوقت
ليزورنا الفرح
فقط علينا أن نسعى
لنسترجع
ما لنا من حقوق
لنكون على قيد الحياة

روضة الدّخيل