حين التقينا، ياسر بسيوني

... حين التقينا ...

،،،
هل كنا حقيقة ...... حين التقينا؟
أم خيال الطيف ... داعب مقلتينا
موصول حبلنا السري ،،، ومتوحد
إنها الأنفاس ،،، قد جمّعت رَوْحينا
فيا روعة الإحساس ،، حين عناقنا
وكل امتزاج لنا ،، وتشابك لضلعينا
وكشمس الصيف ، في كبد السماء
نار العشق داخلنا ،  تكوي مهجتينا
وقمر منير في ليلة البدر ، يحيطنا
كأنما خلق مكتمل لنا ليخط دربينا
وانصهار كليّ ، بدأ في الفوران بنا
فإذا به بركان يثور ، ومنه تلاشينا
ذابت أجسادنا ، وتلاحمت أرواحنا
وأصبحنا من الدمج لا نعرف كلينا
من أنت ،  ومن أنا ، ولا أحد يدلنا
ومن شدة الإغراق فيه كأننا عمينا
ترى القلوب بعضها ،،، ولا عين لها
وبم تفيد الأعين ، لو تبدلت قلبينا
قطرة ندى علي جرح الفؤاد يلتئم
لولاك أنت ما كنت ، وفؤادي شفينا
صخرة القاع التي بها العقل مرتطم
ما حاجتي له أنت كلانا وما حوينا
وهل أنا بحاجة إلى الأفكار يوماً ؟
يكفيني أنت ،، فإنه متوحد فكرينا
حين التقيتك ما كانت صدفة عابرة
لكنه قبل وجودنا ، قد كتب قدرينا
حين التقينا كأنما نظرت في المرآة
فرأيت نفسي لشديد تشابه وجهينا
نظرت في عينيك فإذا ببحر شاسع
غرامنا كالسفين يدور بين شاطئينا
يتساقط الحب من قلمي ، لو أكتبك
أيضمنا الحرف ويجمع بين سطرينا
إني وروحي وقلبى وعقلي جميعنا
نحيا بك ، ولولا وجودك ؛ ما حيينا
حين التقينا أكنت واقعي أم حلمي
أيعقل أن نرى بنفس الوقت حلمينا
وهل في وضح النهار تأتينا أحلامنا
هي حقيقة لكن الهوى أذهب عقلينا
.....
ياسر بسيونى