اخر الاخبار


الأربعاء، 5 أغسطس 2020

الغرباء يسكنون المدينة 11-الكاتب حسام عودة


لم تصدق الأم حتى الآن ماذا حدث لها بمجرد دخولها الشقة أسرعت إلى داخل غرفتها وأغلقت عليها الأبواب مع ذهول الجميع بالمنزل
نظرت سارة إلى أخيها سأذهب إليها وانتم لاتقلقوا سأعرف من أمى ماذا حدث ،أكثر من ربع ساعة وساره على الباب لاتستطيع دخول حجرة أمها بعد محاولات عديدة أوشكت الساعة أن تنقضى فتحت الأم الباب وألقت بنفسها فى أحضان ابنتها
سارة: مالك يا أمى ماذا حدث
الام لاتستطيع الكلام حتى البكاء محبوس بين جفنيها كأنه جبل أطبق عليها لاتعرف من أين تبدأ
ذهبت سارة وأحضرت كوبا من الليمون وأخذت أمها بين ذراعيها وبدأت الأم تتمالك نفسها وسارة تهدأ من روعها

لاعليك يا أمى الآن اخلدى إلى النوم وانا بجانبك وفى الصباح نتحدث
الام حتى لاتستطيع النوم كلما أغمضت استيقظت بصراخ يأتى من أعماقها
ظلت على هذا الوضع حتى الصباح أحضرت لها سارة كوبا من اللبن الدافئ وأخذت تربت على كتفيها بدأت الأم تستعيد بعضامن قوتها وتسترجع ذاكرة ماحدث بالأمس
الأم: كنت قد خرجت لبعض المواعيد مع أصدقائى زورنا خلالها بعض المستشفيات ودور رعاية الأيتام وغيرها من النشاطات كعادتى دائماوقد تأخرت قليلا أوقفت تاكسى لأن سيارتى قد حدث لها عطل مفاجئ فى الطريق، وماهى إلا دقائق وأوقف السائق التاكسى بحجة الإطمئنان على مياة السيارة والإطارات ،أثناء نزوله هجم اثنان من الذئاب على السيارة ويبدو أنه اتفاق بينهم لأننى سمعت أول ما ركبت التاكسى يتكلم مع أحد ويقول له أنا فى الطريق الآن ولم أكن أعلم أنه فخ
أكملى يا أمى هكذا قالت سارة وهى لا تستطيع استيعاب ماذا حدث
الأم : قبل أن ينطلقوا بى وجدت سيارة تقف بالجوار ربما شك فى أمر التاكسى كان مشهرا مسدسه تحسبا لأى موقف وبالفعل نزلت من السيارة مسرعة وأدلفت إلى سيارته وأبلغت الشرطة التى أتت على الفور لتستلمهم من هذا الشاب الشجاع وذهبت معه لإستكمال المحضر
فى الطريق علمت أن اسمه جهاد ويسكن بالقرب من هنا مع أنى لم ألمحه قبل ذلك
سارة:جهااااد يالها من صدفة عجيبة فلقد تقابلنا صدفة اليوم فى أحد المطاعم وتواعدنا على موعد فى القريب
يبدو أنه سيكون أقرب مما أظن ،لابد أن نعزمه لنرد له جزاء ماصنعه معكِ يا أمى
الأم :كلامك صحيح سأهاتفه قريبا لكن أتمالك نفسى فى البداية
يالها من ليله ياجهاد قضيتها مابين الاجتماع لساعات ولكن الجميل هو صنيع ماقمت به مع السيدة،الحمد لله الذى أحضرنى فى الوقت المناسب كى لاتكون مثلها مثل باقى ضحايا الاغتصاب
هى قالت أنها تسكن قريبا من هنا لكن ملامحها ليست بالغريبة
تبا لك بافتى إنها أم سارة
هكذا أتت الإجابه من داخل عقلى
لابد أن أنام ولو ساعتين فتلك الماكينة البلهاء لاترحم صغيرا أو كبيرا .
ولكن ماتلك الطرقات فى هذا الوقت .......

الغرباء يسكنون المدينة 11
التعليقات

هناك تعليق واحد:

  1. جميل ورائع احسنت لغة السرد متماسكة
    نص امسك بنا
    دام الابداع والتألق

    ردحذف