وتركتني خاوياً
أعطيتها قلبي وواعدتها جانب الحديقة العامرة بتغاريد الطيور والمعبقة بأريج شتى أنواع العطور وانتظرتها في الظل حتى انسحبت الشمس وحل المغيب وطل القمر يبدد ظلمة الحديقة بنوره الساطع، وسكتت وهجعت الطيور في أوكارها ونعست الزهور على أغصانها ،ونامت الأغصان في أشجارها وطال الإنتظار ولم أمله فرفيقي أمل لا ينضب وأصبح الصباح وتقاطر الندي على الأوراق وزحف نور الشمس وأنا في مكاني وبنفس لهفة الإنتظار ولم تأتي من أعطيتها قلبي وواعدتها ولما ذهبت أستطلع أمرها ، وسر غيابها ، لم أجدها ، رحلت فجأة وأخذت معي قلبي ، وبكيتها كل البكاء ، وفاضت مني كل الدموع عليها حتى نضبت من معينها ولم تبقي لي دمعة واحدة تخفف عني حرقة الآه في غيابها الأبدي ، وذهبت إليها حيث ترقد في سباتها البرزخي ، وجلست على قبرها الشاهد على حقيقة رحيلها عن دنيانا الفانية ، أحمل لها باقة من شتى أنواع الزهور من الحديقة التي تواعدنا فيها أمس القريب وأخذت أناجيها وأنا جالس على الرمال الحارقة ، وبين شواهد القبور الصامتة ، والشمس تجلدني بسياطها والحزن يمزقني على رحيل حبيبتي ، ولا زالت إلى الآن أبكيها بدمع عيني وأقضي أيامي متذكراً بين الحديقة التي تواعدنا فيها وشواهد القبور الدالة على رحيلها الأبدي ، أما قلبي فكان معها منذ أعطيته لها ونحن نتواعد يومها ، وتركتني في الحياة البائسة ، الحزينة خاويا ...
خاطرة ..
محمد عبد النعيم
٢٠٢٠/٧/٩م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق