مملكة العجائب
الحلقة11أصبح في داخل الكورة الملتهبة ، أغمض عينيه ، و فجأة برودة عالية تغمر جسده ، ونسمة هواء باردة تصيبه ، فتح عينيه ، نظر تأمل ، ثم سقط مغشي عليه...
أفاق من غفوته ، نظر تأمل ، ثم تذكر ما به ، ثم تأمل مرة أخرى المكان حوله...
إنها الجنة بكل معني الكلمة ، أن تكون السماء صافيه ، و أن تكون الأرض خضراء زاهيه ، و أن يكون الجو عبق برائحة الزهور و جمال الطبيعة الغناء ، وهناك عن اليمين نهر صافي وعذب ، وعن اليسار بحر ما أجمل زرقته و إبداعه ..
تحرك في هذا الممر الكبير ، ومن بعيد ينحصر النهر و البحر بعيد عن اليابسة ، لتكشف أعتذر لتنعدم الرؤيا أمام تلك الاشجار الفارعة ، أنت ههنا في غابة لن تجد أجمل منها ، إما ان تكون هي جنة الخلد و أنا مت و إما أن يكون كل هذا وهم ..
توجه إلي النهر العذب ، وضع يديه ليغترف من الماء غرفه ، ولكن توقف...
يا لمتعه الماء ، شعور بالخضر الممتع ، و اللذة الكبيرة ويديه فقط تعبث بصفحة النهر ...
تحمل على نفسه ، وحمل غرفة من الماء ورفعها إلي فمه ، تذوقها ، أغمض عينيه ، شعر بنشوة عالية ، سقط علي ظهرة فارد زراعيه منتشي بمذاق الماء ...
حدث نفسه ثانية هل هذا حقيقي أم وهم...
لابد أن يكون كل هذا وهم ، فو لم يقابل حتى الآن ملك الموت ، إذا ما يشعر به الآن وهم
• إلا يكفيك فقط أن تستمع بما تراه ، لما تفكر كثيرا ؟؟
حاول قتل شعور النشوة بداخله ، ثم توقف ، نظر إلي مصدر الصوت ، ليجد رجلا ، طويلا ، عريض المنكبين أبيض البشرة ، شعره بني مقارب إلي اللون الأحمر ، طويل الشعر يصل شعره إلي منتصف ظهره..
وقف قبالته و قال له
• من أنت ؟؟
• هل نسيتني بهذه السرعة ..
تحرك بضع خطوات حتى وصل إلي البحر الرائق الصافي ، وضع يديه في الماء ، ولاعب صفحة الماء بيديه ، ثم أخذ بضع قطرات من الماء ليقذف بها وجه محمد ، ليصاب محمد بخضر أعظم و نشوة عالية ، تفوق نشوة النهر عندما وضع يديه فيه ، ليقفز في البحر ، منتعش من جمال البحر ، مستمتع به ، جعل يسبح و يسبح ، حتى تذكر الواقف على شاطئ البحر ينظر له في استمتاع غريب ، حاول وأد الحالة التي به ، و ابحر قليلا حتى و صل إلي الشاطئ ، ثم خرج من الماء ، عانا الأمرين حتى أستطاع قتل المتعة ، ليضع تركيزه في هذا الواقف أمامه...
• هكذا أنتم يا بني الإنسان ، الخوف هو عنوانكم الاساسي ، ربما لا يكون خوف من شخص ، و لكن ربما يكون خوف من مستقبل أو من حقيقة ما ، أو أصل الأمر ، تلك الدنيا هي من تعلمنا ذلك ، لذلك في الجنة ربنا سيقضي علي كل منغص يمنعنا من الاستمتاع...
• من أنت يا هذا ؟؟ و أين أنا ؟؟
• ألم تمل من هذا السؤال ، منذ رايتك أول مرة و انت تسال حتي قبل ان تري شكلي ، و انا قد ظهرت لك مرة قبل ذلك و لكن هذه ليست أشكالي ؟؟
• هل أنت...
• نعم أنا ملك ملوك الجان أنا (( بلقان)) ملك العجائب ، و أنت في ارضي ، و تحت سلطتي ،وقع عليك اختياري ، فوضعت لك تلك الورقة الصغيرة...
فلاش باك...
تفرق الصديقين أحمد و محمد ، ليعود محمد إلي بيته ، ليجد أمه أمام البيت غاضبة وجهها أحمر من شدة الغضب و الخوف ، حتى رأت محمد ، اسرعت تلقي بجسدها في حضن ولدها و جعلت تضمه إليها ضما شديدا ، ثم ابتعدت عنه لترفع يدها و تلقي بها على وجهه...
- أنت مجنون ، إذاي تعمل كده ، مين قالك تعذبني معاك كده و تروح بإيدك لشيطان...
تحسس وجهه بيديه ، ثم نظر باسم إلي إمه...
- يا ماما متقلقيش عليا ، أنا أقدر أحمي نفسي كويس ، و اهو رحت و بهدلته و رجعلتلك أسد ، أنا تربيتك يا ماما...
- وليه تروح من الاساس
- أنت عرفه يا ماما انا بحاول علي قد مقدر أحارب الجهل الي في عقول الناس هنا ، و بعدين تعالي هنا ، أنت عرفت منين ؟؟
- غادة شفتك و أنت داخل هناك...
- بنت الذينه أمنوا ، ماشي ، حسابي معاها كبير ، بس لما أشوفها ، بعد إذنك انا دلوقت حدخل أخد دوش سريع ، وداخل مكتبتي علشان عايز أدور علي حاجه كده...
قضي محمد غسله و دخل مكتبته ، تأملها قليلا ، ثم ذهب إلي حاسوبه الجوال ، فتح الحاسوب ، ثم كتب في قائمة البحث ، (( الملك المتمرد بلقان)) لا زال محرك البحث يبحث ، بحث محمد عن جواله ، فوضع يده في جيبه ليجد فيها ورقة صغيره مطوية ، فتحها ليجد فيها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق