ماتت سميرة -الكاتب قتحى القزاز

ماتت سميرة

كانت أسرة بسيطة تعيش حياة في غاية البساطة
امرأة شابة ربة منزل مع زوجها شاب يعمل حرفي بإحدى الورش
يخرج في صباحا ويعود في المساء لم يكن دخله كثير لكن بالكاد يكفي لكن سميرة كانت قنوعة وتعيش بأقل من القليل
رزقهم الله بابنة زادت الحياة جمال وبعد ثلاث سنوات أصبحوا ابنتان فقال لها احمد الحمد لله رزقنا الله بالذرية ابنتان جميلتان وملان علينا حياتنا بالرغم من زيادة الأعباء لكن هن رزقا من الله والحمد لله
لكن سميرة كانت تتمنى أن يرزقها الله بالولد لكن رضخت لرغبة أحمد وتحت ضغط الحاجة إلى مال وأعباء أكثر
مرت الحياة هادئة سعيدة
في يوم احست بهزيان وعدم القدرة على مهام البيت فذهبت للمشفى لتخبرها الطبيبة بأنها حامل أصبح عندها شعور مختلط بين الفرح والحزن الفرح لأنها تأمل أن ترزق بولد وحزن لأن مصروف البيت عبأ وسوف تزيد اعباء وتكاليف الحمل والولادة لكن سلمت أمرها لله
أخبرت أحمد فلم تظهر عليه أي علامة تدل إن كان فرح ام حزين
سميرة أخذها الفضول وأرادت أن تعلم نوع الحمل اولد ام بنت عرضت على أحمد رغبتها فقال لها أن رزقت ولد فهي منحة من آلله وإن كانت بنت فهي منحة ورحمة من عند الله
لم تعرف نوع المولود وأكملت حملها ثم كان ميعاد الولادة وشائت إرادة الله ان يرزقا بالولد
مرت السنين وقد اصبحتا البنتان شابتان جميلتان والولد شاب يافع
تزوجت الابنة الكبيرة ورزقت بولد وبنت وتزوجت الابنة الصغرى ورزقت ببنتان وسافر الولد إلى إحدى الدول من أجل العمل
وعلى عهد الدنيا دائما لا تستقيم لأحد فقد حدثت مشكلات بين الابنة الكبيرة وزوجها ولم تفلح كل الجهود في حلها وكان خيار الإنفصال وقد كان
وتركها زوجها وأولادها بلا مصاريف وحملت سميرة عبأ الابنة وولديها ورغم كل هذه الأعباء إلا أنها كانت تهتم بزوجها وأولاد وابنتها فكانا الأولاد يذهبوا للمدارس وكانوا متفوقين
وتواسي ابنتها في عدم نجاح زواجها وتزوجت الابنة مرة اخرى وعرضت على طليقها أن ياخذ أولاده أو يتكفل بالمصاريف على أولاده إلا أنه رفض
ذهبت الابنة لبيت زوجها وتركت ولديها مع الجد سميرة والجد أحمد
وبعد سنين قليلة قد تبدد حال أحمد فقد ظهرت عليه علامات الشيخوخة وثيابه لم تعد كما كانت منسقة ونظيفة والبنات كانهن كهلات رغم شبابهن والاحفاد لم يظلوا من المتفوقين فكان سؤال الجميع ماذا حدث لهذه الأسرة وما الذي بدل الأحوال
فلم يكن إلا جواب واحد أن هذه الاسرة كانت تتمحور حول شخصية واحدة هي سميرة وقد ماتت سميرة

فتحي القزاز