اخر الاخبار


الاثنين، 27 يوليو 2020

فقد العيد معناه -الشاعرة زينة بن عمار




فقد العيد معناه

كان العيد يُقبل محملا بالفرحة، فيجتمع البعيد بالقريب والغائب بالحاضر، فتعلو الضحكات مع تبادل التهاني والهدايا.....
فصار العيد سحابة حزن مطيرة، لا تميز بين من يسكن القصور ومن يفترش الرصيف منذ سنوات أو شهور....
جاء العيد هذه المرة محملا بالأحزان، والفقدُ سيّد الميدان؛ فلا يكاد يخلو قلب من حزن أو ألم... فهذا فقد صديقا وآخر حبيبا... وتلك ترثي فلذة كبدها، وأخرى لا تصدق أنها فقدت سندها في الحياة وهي في مقتبل العمر... وطفل بلا مأوى فأبواه تحت بيت هو الآن حطام، فقد قضى العدو على كل الأحلام، ليصبح حلمه لقمة خبز يابسة في حاوية القمامة.... ورضيع يبكي ويطلب ثديا قد تلاشى أشلاء بين الركام ... وتلك التي تصرح وتحتسب بين يدي مغتصب... للأسف فقدَ النخوة جل العرب...
أمام كل هذا أنسى ألمي وفقدي لمن كانت بسمتي وسندي...
أيّ عيد والموت يحاصر الشعوب و البلدان فيُحجب في بيته كل إنسان.
أيّ عيد والزيارات تبعث في النفس الخوف، وصارت اللُقيا مبعث الأحزان.
أيّ عيد والحزن والخوف استوطن النفوس قبل الأوطان.
فقدَ العيد معناه.... ولم يبق منه غير اسمه وتاريخه...
صار العيد مجردا، نكرة، مجهولا، مفقودا في قلوب فقدت الأمن والأمان لكنها مازالت تحيا ببصيص من نور الإيمان وبقدرة الرحمن وبقضائه وقدره، راجية أن يرفع عنا البلاء و الوباء ويرزقنا راحة النفس وسكينة الروح وصلاح القلب.


زينة بن عمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق