كأنك البحر
وكأنك البحر وأمواجه قد علت
وفيه روحي بالقاع قد استوت
أراك تبحر داخلي بدون توقف
وسفينة عشقك بالشريان رست
وأنا بين مدك وجزرك مستسلم
كجثة غريق فوق السطح طفت
كأنك رياح تحول اتجاه شراعي
وإنها لسفينتي نحوك قد أقبلت
يا من عيوني قبلك لم تكن ترى
وحين مر طيفك أمامها أبصرت
عيناك بالحسن تزينت وتكحلت
وقدماي حين رأتك .. تحجرت
وسقط القلب عنوة بين يديّ
عندما لامستها يداك وسلمت
وحين الهمس منك إني أذوب
تتسارع الدقات ،، بل وتوقفت
لمّا تنفست عطراً لبعض هواك
وكأن كل الدنيا بك قد تعطرت
أيها المجنون .. بك أنا وعقلي
والأفكار فيمن دونك تعطلت
فيا ملاكاً يطوف دوماً حولي
وزهوراً في غير أوانها أزهرت
جناناً ... وأنهاراً تجري داخلي
وعيون ريّ عذب فيّ تفجرت
وحباً في الوريد ،،، وفي دمي
وهزة أوصالي التي بك زُلزلت
وإنني في البئر رمتني دنيتي
وأنت دلو القافلة التي أسقطت
وعصاي التي تتوكأ عليها قدمي
ومن سحرك الفتّان قد أُبطلت
كالمطر أنت للصحراء وشقوقها
محوت كل تصحر وبك ارتوت
وسحائب عشقك ملأت سمائي
وحين همّ بي الجدب أمطرت
يا ملكة الملكات في منحلي
شهداً بعد مرارة الأيام أقطرت
كالبدر في السماء وحين ظهوره
تراها كل النجوم حولك اختفت
قمر في ليلة اكتماله ... بدا لي
حين سلكت كل دروبي وأظلمت
كأنك البحر وقد شُق بداخلي
وسفينة الحب التي بالقلب أبحرت
وهواء ملأت به روحي وأنفاسي
لو غبت عنها لحظة ... لتوقفت
يا أعذب ألحان تطرب مسامعي
لو قاربت نهواً فكل الأوتار تقطعت
ياسر بسيونى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق