رؤي قلم وحياة
كما اتفقت مع حضراتكم أمس هحكيلكم النهاردة حكاية الحاج حسين
هو رجل تخطي الستين وصاحب مطبعة ودار نشر الحج حسين متزوج وعنده أربع اولاد والعديد من الأحفاد وزوجته علي قيد الحياه الحاج حسين سحب من رصيده في البنك علي المكشوف يعني خلص الرصيد وكتب شيكات علي نفسه واستخدم ڤيس خاليه من الرصيد بالعربي كدة الحاج حسين خربها والبنك رفع عليه قضايا مش قضية واحدة وكان هيتسجن لا محالة طلب محاميه تأجيل القضايا نظرا لسؤ حالته الصحية وطلب عرضه علي الكشف الطبي وهنا كنت أنا من ضمن الفريق الطبي اللي بيدرس حاله الحج حسين علشان نرسل تقرير طبي بحالته للمحكمة كانت في حالات من جوايا بكون قرفانة
منها بس ممارس علم النفس معندوش رفاهيه الاختيار هتتعامل يعني هتتعامل مع الحالة حتي لو فيها العبر كلها سمعت طرقات علي الباب قلت ادخل واذ بالحاج حسين داخل لي وفي ايده سيدة في اوائل الثلاثينيات انا تنحت هو جنبها مثل ابيها بشعره الابيض وظهره المنحني وهي حاجة كدة علي هيفاء وهبي فوقت من صدمتي وقولتله اتفضل يا عم الحاج مين المدام فقال باستكانه مراتي قلت فى سري منا كنت شاكة يا خويا جلسا الاثنين وبدأت اعمل بحث الحالة واستكمل بياناته وعرفت انه ترك زوجته واولاده من أجل ان يتزوج من شبيهه هيفاء واولاده قاطعوه وتركوه بمفرده يدير عمله وفتحوا هم مطبعه اخري وأداروها معا اما الحاج فزوجته مصت دمه وأخذت كل فلوسه واضطر انه يستدين من كل جهه استاذنت العروسة في الذهاب للحمام فقلت له دي عمله يا راجل تعملها في نفسك فوق طلقها والحق اللي باقي من كرامتك قاللي وأروح فين كل حاجه بأت ملكها رديت عليه روح لأولادك وصالحهم وارجع لامهم قاللي مش هعرف أعمل كده انا مكسوف منهم اوي رديت عليه يعني هتكون مش مكسوف وانت في السجن في سنك ده بكي وانهار تماما ادامي بأيت متضايقة من تصرفه ومشفقه علي منظره خدتني الجلاله وقلتله هات ارقامهم وعناوينهم وفعلا روحت لاكبرهم وتحدثت معاه كان رجل عاقل ورزين وبعد انتهاء كلامي نظر لي وقال وحضرتك ليه تعبة نفسك في الحكاية دي قلتله شغلي وكمان ابوك صعب عليا لما تخيلته بلبس السجن الكحلي فضحك وقال المطلوب ايه وانا هعمله قلتله هيطلق العروسة ويرجع لكم صحيح بأه مفلس بس هو ابوكم ومش هترضاله البهدله في سنه ده وافق علي كلامي ومشيت الأحداث كالأتي الحاج طلق العروسة واولاده سددوا ديونه ورجعلهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق