دماء على رصيف المدينة
في صباح ذاك اليوم البائس بليلته الجميلة المقمرة واحتفالنا بصديقنا عارف في منزلة بمناسبة خروجه من معتقلات النظام .... كان عارف يقول لا اعلم أين سجنت ومن هي الجهة التي اعتقلتني كان يتساءل ربما مجموعة من اللصوص... وربما من شبيحة نظام فاسد....، كنا نحتسي قهوتنا الصباحية التي اعتدنا ان نشربها مع بعض الأصدقاء والصديقات،احمد وسعيد في بهو المطبخ أحدهم يقوم بتنظيف الصحون وبقايا ماترك مساءااا من اكل وحلويات وكاسات شراب وقوارير فارغة وبقايا عصير الكولا والبرتقال ... اما الاخر كان يجلس على كرسي بجانب طاولة المطبخ المستديرة
امامه صحن صغير مخصص للسجائر بجانبه كأس في وسطه ماء وفنجان قهوة.
احمد: كيف ترى هذا الصباح فأنا والله لست متفائل بالخير حواسي تشعرني بأشياء غريبة.
سعيد: مابالك يا احمد دائما ترسم وتتوقع حدوث شر ... تفائل بالخير ياصاحبي ، ماذا جرى لك دائما لديك أفكار وكوابيس وأحلام سندبادية.
احمد: لا...لا... ممكن يحدث لي شيئ اليوم وانا في الجامعة او في الشارع.
سعيد: أنت معتوه فعلااا وتتخبط باوهام وكأن هناك مصيبة مابك ياصديقي تفضل اشرب قهوتك فقد بردت وأنت تعيش بطريقة عشوائية جدااا
احمد: نظر على سعيد وتبسم وقال:أين الخير ياصديقي وهانحن نبيت ونصبح على الكثير من المأسي....توقف قليلا عن الكلام ثم قال: انا كرهت الجامعة وأفكاري تحثني على ترك الدراسة وأذهب إلى بلدي حتى انني لم اسمع عن أهلي واخوتي اي خبر يسر الخاطر.
الحياة في دمشق أصبحت لا تطاق.... صحيح نتجول ونتحرك لكننا مكبلين لا أجد في وطني حرية .... حتى أفكارنا اصبحنا نخاف منها والتي هي أساسا ملك لنا.. حواجز وتفتيش وتعفيش والإنسانية معدومة
نحن شعب فقط من حقنا ان نقول عايشين يا اخي الكلاب تتمتع بالحرية أكثر من بني آدم ،
شرب شفة قهوة ومن ثم تابع :
انظر الى شوارع العاصمة تجد
في كل زاوية وعلى ارصفتها سيلا من الدماء ،
دماء من هذه ؟
وانت ياسعيد تقول عايشين والحمد لله...
اجل الحمد لله على كل شيئ...
ولكن عيش ياكديش....
نحن دجاج في قن والزعيم ديك
طاغية يا اخي ماذا تريدنا ان نعمل ففي كل يوم نشاهد افلام هوليودية اكشن وانا بكل صراحة لم أعد احتمل لابد من تفقد الأهل واخوتي حتى التغطية محجوبة عن مسقط راسي وهذا يخيفني كثيراااا.
قاطعه سعيد وعلامات الحزن والأسى تضرب وجنتيه وقد أخفى ألمه ووجعه امام احمد... وقال: اقسم كل يوم احاول ان أعيش كما يحلو لي مثلي مثل باقي الناس ... ولكن الذي أصابك يصبني. .. ثم قال :
المشكلة إنك تتوجع وتشعر بالألم وبالتالي لا تستطيع أن تصرخ وان صرخت يقطع لسانك
كن رحيما على نفسك ياصديقي.
وووووا .........؟
قطع الكلام عندما دق جرس باب المنزل .... قام سعيد ونظر من العين الساحرة ..... تبسم وقال لقد جاءت ميسون والصباياااااا على مايبدو هم ايضااااا بحاجة إلى كثيراااا من القهوة ومزيداااا من التفكير، الغريب في الأمر كل الصبايا تواجدو إلا شام وعند السؤال عنها قالت ميسون لقد ذهبت باكراااا إلى بيتها ومنذ لحظات طمنتني على وصولها بالسلامة،
اما احمد لم يكن بأستطاعته كتم غيضه وقهره وعصبيته امام تالا وميسون وعائدة ومروة ورشااااا... اللواتي لاحظن بعض من الصمت الخانق داخل منزل عارف حيث قامت ميسون بوضع القهوة على النار ومن ثم قالت: مابكم ألستم الجميع بخير؟
عارف اجابها: اي خير ننتظر وهؤلاء من الساعات الأولى من هذا الصباح وكأن مسهم الجن ويتكلمون بأشياء كأنها افلام اكشن حتى ان كلامهم ارعبني وانا جالس مع الأستاذ نشرب القهوة لقد اعادوني من خلال همسهم وأفكارهم إلى أيام وساعات اعتقالي .... ماذا أصابهم والله لا اعلم،
قاطعته تالااااا وقالت لحبيبها وخطيبها عارف: مازالت روحك يا حبيبي تزراء وهاجس الخوف يخيم عليك.... تبسمت واردفت قائلة: انتم والله عندكم أفكار أحيانا مضحكة وتارة مؤلمة وحزينة لقد تركناكم مساءااا وانتم بخير ماذا جرى ... ولماذا كل هذا ....،
في إحدى زوايا غرفة الاستقبال
كنت مركونا استمع وأدون كل هذه الحوارات عندما دخلت رشاااا وألقت التحية والسلام وجلست بجانبي وهي تبتسم ..
قالت: كيف أصبحت حبيبي ...
قلت: انا بخير وسعيد إنك قربي
قالت: أين انا منك أيها الإعلامي
والكاتب حبيبي ..
قلت: انا بقربك ومعك أنت روحي .....
قالت: أين وصلت في كتابة روايتك ؟؟؟؟
قلت: ربما أحداثها اليوم تكتمل ربما لا اعلم....
قالت وهي تغمر يدها بيدي: مهما تكن أنت وافكارك وشخوصك وإبطال وبطلات روايتك أعلم انا اولااااا واحبك حلما وفي يقظتي واهرب إلى حلمك واغمض عيني كي أحلم واحقق بعض من هذه الأحلام، توقفت قليلااااا ثم قالت: سوف ادعيك من اجل سهرة خاصة انا وأنت فقط بالمقابل عليك ان توعدني ان تطلق العنان لأفكارك لي انا وتعاهدني على عدم جلب أوراق وأقلام معك ؟
ضحكت كثيرااااا من همسات رشاااا التي تزيد من عمري فقط بسمتها وعيونها الجميلة،
قلت: وانا لي شرط وهو أنت تتكلمي وانا استمع فقط،
قالت: حبيبي لا تهزاء من اشتياقي إليك ولا تسخر من غيرتي عليك أنت حلمي الذي صنعته بيدي وسحرك طيفي الذي لايفارقني.... ثم قالت: هل انا مثل الفتيات اللاتي اقتحمن حياتك يوما مااااا وتركن جرحاااا عميقاااا في قلبك؟
تبسمت وقلت لها : أنت مجنونة رشااااااا اقسم أنك هبلة ،
تململت قليلااااا ونظرت فوجدت من خلفي فقط عيون تلصلص وافواه تبتسم .... قلت مابكم تسرقون السمع منذ متى وانتم هنااااا،
تبسمت عائدة وقالت: عفوا استاذ لقد استمعنا واستمتعنا لهذا الحوار الذي دار بينكم....
وكم هو جميل يارشاااااا،
مروة تلك الفتاة الجميلة أشارت باصبع يدها وقالت: انظروا احمد وسعيد وبينهما عارف يتجادلون ويتناقشون فيما بينهم واكيد لا أحد يفهم على الآخر وكأنه حديث طرشان. ... ضحكنا بصوت عالي مما لفت انتباه عارف تقدم وقال : على اي شيئ تضحكون؟؟؟؟
إجابته رشاااااا ربما حديثكم كما قالت مروة حديث طرشان،
سعيد قاطعها وقال: حقيقة كل المناقشات لا تجدي فهناك غصة في الحلقوم ودمعة في العيون وطعنات في القلوب وأنين وصراخ....
تدخلت ميسون وقالت: لابد من الخروج وان يذهب كل شخص إلى جامعته وعمله ويكون تجمعنا في المقهى لمن يحب ويرغب أهلا بكم جميعااا،
قاطعها عارف قائلااااا: أنا سوف أبقى اليوم في البيت لا أحب الخروج ولا أحب أن أمارس عملي ك بائع للزهور لقد بلغت أحد العاملين عندي هو من يقوم بهذا العمل اليوم.
سعيد..قال: رشاااا ومروة... وعائدة....وتالا....واحمد طريقنا إلى الجامعة... وأنت استاذ اين طريقك قلت : لابد من الذهاب إلى الجريدة ومشواري بعيد جدااا للوصول إلى كفر سوسة.
الحياة في دمشق أصبحت لا تطاق.... صحيح نتجول ونتحرك لكننا مكبلين لا أجد في وطني حرية .... حتى أفكارنا اصبحنا نخاف منها والتي هي أساسا ملك لنا.. حواجز وتفتيش وتعفيش والإنسانية معدومة
نحن شعب فقط من حقنا ان نقول عايشين يا اخي الكلاب تتمتع بالحرية أكثر من بني آدم ،
شرب شفة قهوة ومن ثم تابع :
انظر الى شوارع العاصمة تجد
في كل زاوية وعلى ارصفتها سيلا من الدماء ،
دماء من هذه ؟
وانت ياسعيد تقول عايشين والحمد لله...
اجل الحمد لله على كل شيئ...
ولكن عيش ياكديش....
نحن دجاج في قن والزعيم ديك
طاغية يا اخي ماذا تريدنا ان نعمل ففي كل يوم نشاهد افلام هوليودية اكشن وانا بكل صراحة لم أعد احتمل لابد من تفقد الأهل واخوتي حتى التغطية محجوبة عن مسقط راسي وهذا يخيفني كثيراااا.
قاطعه سعيد وعلامات الحزن والأسى تضرب وجنتيه وقد أخفى ألمه ووجعه امام احمد... وقال: اقسم كل يوم احاول ان أعيش كما يحلو لي مثلي مثل باقي الناس ... ولكن الذي أصابك يصبني. .. ثم قال :
المشكلة إنك تتوجع وتشعر بالألم وبالتالي لا تستطيع أن تصرخ وان صرخت يقطع لسانك
كن رحيما على نفسك ياصديقي.
وووووا .........؟
قطع الكلام عندما دق جرس باب المنزل .... قام سعيد ونظر من العين الساحرة ..... تبسم وقال لقد جاءت ميسون والصباياااااا على مايبدو هم ايضااااا بحاجة إلى كثيراااا من القهوة ومزيداااا من التفكير، الغريب في الأمر كل الصبايا تواجدو إلا شام وعند السؤال عنها قالت ميسون لقد ذهبت باكراااا إلى بيتها ومنذ لحظات طمنتني على وصولها بالسلامة،
اما احمد لم يكن بأستطاعته كتم غيضه وقهره وعصبيته امام تالا وميسون وعائدة ومروة ورشااااا... اللواتي لاحظن بعض من الصمت الخانق داخل منزل عارف حيث قامت ميسون بوضع القهوة على النار ومن ثم قالت: مابكم ألستم الجميع بخير؟
عارف اجابها: اي خير ننتظر وهؤلاء من الساعات الأولى من هذا الصباح وكأن مسهم الجن ويتكلمون بأشياء كأنها افلام اكشن حتى ان كلامهم ارعبني وانا جالس مع الأستاذ نشرب القهوة لقد اعادوني من خلال همسهم وأفكارهم إلى أيام وساعات اعتقالي .... ماذا أصابهم والله لا اعلم،
قاطعته تالااااا وقالت لحبيبها وخطيبها عارف: مازالت روحك يا حبيبي تزراء وهاجس الخوف يخيم عليك.... تبسمت واردفت قائلة: انتم والله عندكم أفكار أحيانا مضحكة وتارة مؤلمة وحزينة لقد تركناكم مساءااا وانتم بخير ماذا جرى ... ولماذا كل هذا ....،
في إحدى زوايا غرفة الاستقبال
كنت مركونا استمع وأدون كل هذه الحوارات عندما دخلت رشاااا وألقت التحية والسلام وجلست بجانبي وهي تبتسم ..
قالت: كيف أصبحت حبيبي ...
قلت: انا بخير وسعيد إنك قربي
قالت: أين انا منك أيها الإعلامي
والكاتب حبيبي ..
قلت: انا بقربك ومعك أنت روحي .....
قالت: أين وصلت في كتابة روايتك ؟؟؟؟
قلت: ربما أحداثها اليوم تكتمل ربما لا اعلم....
قالت وهي تغمر يدها بيدي: مهما تكن أنت وافكارك وشخوصك وإبطال وبطلات روايتك أعلم انا اولااااا واحبك حلما وفي يقظتي واهرب إلى حلمك واغمض عيني كي أحلم واحقق بعض من هذه الأحلام، توقفت قليلااااا ثم قالت: سوف ادعيك من اجل سهرة خاصة انا وأنت فقط بالمقابل عليك ان توعدني ان تطلق العنان لأفكارك لي انا وتعاهدني على عدم جلب أوراق وأقلام معك ؟
ضحكت كثيرااااا من همسات رشاااا التي تزيد من عمري فقط بسمتها وعيونها الجميلة،
قلت: وانا لي شرط وهو أنت تتكلمي وانا استمع فقط،
قالت: حبيبي لا تهزاء من اشتياقي إليك ولا تسخر من غيرتي عليك أنت حلمي الذي صنعته بيدي وسحرك طيفي الذي لايفارقني.... ثم قالت: هل انا مثل الفتيات اللاتي اقتحمن حياتك يوما مااااا وتركن جرحاااا عميقاااا في قلبك؟
تبسمت وقلت لها : أنت مجنونة رشااااااا اقسم أنك هبلة ،
تململت قليلااااا ونظرت فوجدت من خلفي فقط عيون تلصلص وافواه تبتسم .... قلت مابكم تسرقون السمع منذ متى وانتم هنااااا،
تبسمت عائدة وقالت: عفوا استاذ لقد استمعنا واستمتعنا لهذا الحوار الذي دار بينكم....
وكم هو جميل يارشاااااا،
مروة تلك الفتاة الجميلة أشارت باصبع يدها وقالت: انظروا احمد وسعيد وبينهما عارف يتجادلون ويتناقشون فيما بينهم واكيد لا أحد يفهم على الآخر وكأنه حديث طرشان. ... ضحكنا بصوت عالي مما لفت انتباه عارف تقدم وقال : على اي شيئ تضحكون؟؟؟؟
إجابته رشاااااا ربما حديثكم كما قالت مروة حديث طرشان،
سعيد قاطعها وقال: حقيقة كل المناقشات لا تجدي فهناك غصة في الحلقوم ودمعة في العيون وطعنات في القلوب وأنين وصراخ....
تدخلت ميسون وقالت: لابد من الخروج وان يذهب كل شخص إلى جامعته وعمله ويكون تجمعنا في المقهى لمن يحب ويرغب أهلا بكم جميعااا،
قاطعها عارف قائلااااا: أنا سوف أبقى اليوم في البيت لا أحب الخروج ولا أحب أن أمارس عملي ك بائع للزهور لقد بلغت أحد العاملين عندي هو من يقوم بهذا العمل اليوم.
سعيد..قال: رشاااا ومروة... وعائدة....وتالا....واحمد طريقنا إلى الجامعة... وأنت استاذ اين طريقك قلت : لابد من الذهاب إلى الجريدة ومشواري بعيد جدااا للوصول إلى كفر سوسة.
ريف دمشق جديدة عرطوز:
ودعنا عارف وخرجنا جميعا باتجاه موقف الحافلات ..... وبعد الركوب في احداهااااا لاحظنا السكوت مخيم على من في داخل هذه الحافلة حتى الأنفاس تخرج بتقطع. .. أصابني فضول قوي وطرحت سؤال على السائق: ماذا يجري يا اخي...
اجاب: خربانة الدنيا في دمشق بالداخل وانظر على يسارك دبابات وعربات نقل جند وجيش وعسكر ..... ثم قال ربما ياشباب مسافتنا تطول اكثر من ساعتين بسبب نقاط التفتيش والحواجز،
قلت له: يبدو ان الأمور لاتسر الخاطر ولماذا كل هذاااااا؟
قال: الله يكون في عوننا اعتقالات وبهادل وضرب وشتم
وخوف وقهر وألم والإنسان ليس له كرامة حتى لو كنت بريئ برأتك لاتعطيك الحق ان تمارس حريتك فقد سلبوا كل الإنسانية
من أجسادنا معتبرين نحن حيوانات وهم فقط بشر ولهم الحق في كل دقيقة ذبحنا ك النعاج والدجاج والكلاب والقطط.
قاطعته قائلاااا: أين تقف بدمشق آخر موقف لك قال ك العادة بحانب وكالة سانا قلت له نعم نحن ضروري ان ننزل في هذا المكان. الغريب في الأمر حواجز النظام كانت تعتقل اي شخص يحمل الهوية الفلسطينية او من سكان جديدة عرطوز وجديدة الفضل...لماذا لا اعلم مع العلم أكثر من خمسة عشر راكبا في هذه الحافلة تم اعتقالهم وضربهم رفس بالبوط العسكري حتى لو كان عمر الشخص 70 سنة مناظر ترجف منها القلوب....
قلت لأحمد أفرح ياسيدي تخمينك جاء في موقعه وتنبؤاتك ماذا سيجري كانت صائبة .... تبسم ابتسامة رعب وهلع وقال لي: اسكت رجاءااااا.
اه.... كم كان ذاك اليوم مرعباااا بألوانه وأشكاله واطيافه بعد وصولنا دمشق منطقة سانا كان الرعب يطوق شوارع العاصمة دمشق الناس مذعورون يتراكضون ويقفزون مثل الجراد
وجيش وعسكر في كل ركن وزاوية.... أحدهم تعرض طريقي لأني فقط نظرت إليه وهو يحمل بيده قنبلة يدوية ....
تبسمر امامي وقال: عجبتك ولا ماعجبتك ولاه امردغك تحت بوطي ولا واطي .....
قلت عفوااااا أنت تكلمني؟
قال: مين في غيرك عم يطلع بعيون وقحة علينااااا تعال لعندي عطيني هويتك ولاه،
قلت ربما فهمتني غلط انا معجب بك وبهذه الوقفة بكل شموخ؟
قال : هويتك
قلت: تفضل:
توقعت ان هذا العسكري لايعرف القراءة او الكتابة والملاحظ: عندما أمسك بطاقتي بالمقلوب وسألني: أنت شو اسمك وين تشتغل قلت له اسمي.. وقلت له انا إعلامي وعملي في جريدة الثورة المركزية .....
قال: بحظي باين عليك انك كويس خذ بطاقتك وروح من هون بسرعة بسرعة ؟
دخلت رشااااا وميسون بيني وبين ذاك العسكري وسحبتني رشااااا من يدي وهي تقول هياااا هياااااا.....لقد تأخرنا،
نظرت وجدت تالا واحمد وسعيد ومروة وعائدة قد أصابهم ذعر وخوف لايوصف .....
قلت : علينا ان نفترق ومن ثم نلتقي لو احدكم رغب تجدوني عند ميسون في المقهى.
قبل ان أنهى كلامي زخات من الرصاص ملأت شوارع دمشق...
ركضنا مع بعض الناس المتواجدين في تلك المنطقة عسا نجد مكان نحتمي فيه إلا أننا قمنا نركض باتجاه الشمال وصولا إلى الجامعة حيث ودعت الجميع ربما نلتقي مرة ثانية
اما وداعي لرشااااااا كان وداعااااا جميلاااااا عندما قلت لها حبيبتي تجديني في المقهى كلميني قبل خروجك .... غمرتني وبكت ودعت لي بالسلامة.
أوقفت تاكس أجرة وقلت له لو سمحت اوصلني إلى كفر سوسة
نظر السائق بعد ان ركن سيارته على يمين الطريق وقال: يااستاذ منطقة كفر سوسة والجهة الجنوبية مغلقة ويمنع الدخول والخروج منها ثم قال إلى اي مكان في كفر سوسة تريد الذهاب قلت له إلى جريدة الثورة .. قال مستحيل يااستاذ مستحيل.. قلت له امهلني دقائق كي أجري مكالمة هاتفية وعلى ضوء ذلك اتصرف....
وفعلا اتصلت مع احد المسؤولين في الجريدة الذي قال لي تأجل الاجتماع وعد إلى بيتك وكلمني في المساء .... قلت له شكرااااا
استاذ وأكيد سوف اكلمك.
أنهيت مكالمتي وقلت للسائق خذني إلى منطقة......... قال على الرحب والسعة .... قبل وصولي إلى ميسون والمقهى بحوالي 500 متر اوقفتنا دورية غير ثابتة طيارة طلبو هويتي وتعرفوا عليا من خلال بطاقتي الصحفية .... أحدهم قال لي يالا استاذ خذ حقيبتك واكمل سيرا على الأقدام فهذا السائق مطلوب
تفاجأت عندما قال مطلوب
وهذا السائق يبلغ عمره اكثر من 54 سنه ، ركلوه وضربوه وهو يصرخ ويستغيث ويقول لهم ميشان الله .... والله ماني عامل شيئ انتم غلطانين ياشباب عندي أولاد عساكر في الجيش
أحدهم قال له دون ان يدرك أن لكل إنسان كرامة:
غلطانين يااخو ال.......؟
غلطانين ياابن ال..........؟
ثم نظر بتعجب! ذاك الشخص المسلوب من الإنسانية وقال لي:
انقلع ولاه احسن مافعس راسك بهذا البوط. ...
قلت له اسمح لي اجلب حقيبتي من سيارة الأجرة وأغادر...
حملت تلك الحقيبة التي تحوي في داخلها كاميرا والة تسجيل صغيرة وأوراق وأقلام وحزمة من الوجع والقهر والألم. .... ومشيت إلى المقهى الذي ينتظر اهاتي ووجعي ودموعي ،
على باب المقهى كانت ميسون قدوصلت منذ اقل من ساعة أصابها الذهول عندما وجدتني
قالت مابك ولماذا وجهك اصفر
ماذا جرى ولماذا عدت بسرعة؟
قلت لها: اتركيني حالياااا ميسون اتنفس واسمحي لي بقليل من الماء ...
قالت اجلس ....
قلت لها أحب أن افيدك لو أعلم هكذا كنت ماذهبت إلى الجريدة؟
قالت: هل تشرب قهوة ...
قلت: وبسرعة لو سمحت
قالت: قم اغسل وجهك ؟
قلت لها: أريد ان أكتب كلمتين قبل ان تهرب الحروف بين السطور.....
قالت:اه منك اريد ان أعرف إلى اين سوف تصل؟
فتحت محفظتي وسحبت الورقة والقلم وكتبت:
ان روحي مازالت في جسدي وهي لم تفارقها ابدااااا، اذااااا عن ماذا اكتب وماذا أقول فالحياة مليئة بالتفاصيل والتعقيدات تعشعش فيها أوجاع مازالت تسري في الأوردة قهر وذل وخوف وموت واعتقالات إنها دلالة الحواس والمشاعر ،بل الحياة أصبحت في هذا الوطن حياة وخيمة لا آمل لنا وأصبحت أرواحنا أشلاء مبعثرة واجسادنا مهزولة من الازدراء، وقلوبنا العامرة بالحب عاطلة عن ممارسة طقوس الحرية باطيافها،
إنها رائحة الموت تعبق من شوارع دمشق العاصمة وهذه هي الفيحاء تبكي كثيرااااا من الاسى الذي فرضه نظام طاغية
على شعب يحمل غصن زيتون بيد وفي الاخرى ياسمينة دمشقية. ماذا يجري....؟ كم في هذه القلوب من طواياااااا انها بداية ثورة وسحابة قد انقشعت وانطلقت الارواح قبل الجسد إنها الأمل وحبال الرجاء ،انها مجابهة سخرية الموت من الجمال والنظارة ، كم وكم قاسية هذه الدنياااااا فهي فتاكة اكثر من الاوبئة، فكل شيي مهان في هذا الوطن .....فقد ضاقت بالبشر السبل وانقطعت الرحمة والانسانية لم يبقى إلا القهر من الظلم والوجع والألم يرافقه الذل والخنوع من طاغية ونظام لايرحم ولا يبت للانسانية بشيئ،
اذاا من يغفر لمن. ...ومن يواسي من .....إنها سكرات الموت
إنها صرخت وطن ولدت من رحم جسد؟
توقفت قليلااااا وانا استمع إلى إطلاق نار كثيف فكتبت:
انه الألم القادم.....وهي الحياة وليس هناك مهربااااا منها فكل شيئ قابل للزوال وكل شيئ باقي الى ان يحين اوانه
...الوجع....والسعادة..والحب
والموت...إنها الحياة وما اقسى هذه الحياة .....إنها صرخة طفل
ممزوجة بدمعة ثكلى حرة وجرح ينزف في زمن الصمت الذي سجلت كلماته على جدار الزمن
إنها الثورة والحرية مخرزا في عين كل طاغية.
ودعنا عارف وخرجنا جميعا باتجاه موقف الحافلات ..... وبعد الركوب في احداهااااا لاحظنا السكوت مخيم على من في داخل هذه الحافلة حتى الأنفاس تخرج بتقطع. .. أصابني فضول قوي وطرحت سؤال على السائق: ماذا يجري يا اخي...
اجاب: خربانة الدنيا في دمشق بالداخل وانظر على يسارك دبابات وعربات نقل جند وجيش وعسكر ..... ثم قال ربما ياشباب مسافتنا تطول اكثر من ساعتين بسبب نقاط التفتيش والحواجز،
قلت له: يبدو ان الأمور لاتسر الخاطر ولماذا كل هذاااااا؟
قال: الله يكون في عوننا اعتقالات وبهادل وضرب وشتم
وخوف وقهر وألم والإنسان ليس له كرامة حتى لو كنت بريئ برأتك لاتعطيك الحق ان تمارس حريتك فقد سلبوا كل الإنسانية
من أجسادنا معتبرين نحن حيوانات وهم فقط بشر ولهم الحق في كل دقيقة ذبحنا ك النعاج والدجاج والكلاب والقطط.
قاطعته قائلاااا: أين تقف بدمشق آخر موقف لك قال ك العادة بحانب وكالة سانا قلت له نعم نحن ضروري ان ننزل في هذا المكان. الغريب في الأمر حواجز النظام كانت تعتقل اي شخص يحمل الهوية الفلسطينية او من سكان جديدة عرطوز وجديدة الفضل...لماذا لا اعلم مع العلم أكثر من خمسة عشر راكبا في هذه الحافلة تم اعتقالهم وضربهم رفس بالبوط العسكري حتى لو كان عمر الشخص 70 سنة مناظر ترجف منها القلوب....
قلت لأحمد أفرح ياسيدي تخمينك جاء في موقعه وتنبؤاتك ماذا سيجري كانت صائبة .... تبسم ابتسامة رعب وهلع وقال لي: اسكت رجاءااااا.
اه.... كم كان ذاك اليوم مرعباااا بألوانه وأشكاله واطيافه بعد وصولنا دمشق منطقة سانا كان الرعب يطوق شوارع العاصمة دمشق الناس مذعورون يتراكضون ويقفزون مثل الجراد
وجيش وعسكر في كل ركن وزاوية.... أحدهم تعرض طريقي لأني فقط نظرت إليه وهو يحمل بيده قنبلة يدوية ....
تبسمر امامي وقال: عجبتك ولا ماعجبتك ولاه امردغك تحت بوطي ولا واطي .....
قلت عفوااااا أنت تكلمني؟
قال: مين في غيرك عم يطلع بعيون وقحة علينااااا تعال لعندي عطيني هويتك ولاه،
قلت ربما فهمتني غلط انا معجب بك وبهذه الوقفة بكل شموخ؟
قال : هويتك
قلت: تفضل:
توقعت ان هذا العسكري لايعرف القراءة او الكتابة والملاحظ: عندما أمسك بطاقتي بالمقلوب وسألني: أنت شو اسمك وين تشتغل قلت له اسمي.. وقلت له انا إعلامي وعملي في جريدة الثورة المركزية .....
قال: بحظي باين عليك انك كويس خذ بطاقتك وروح من هون بسرعة بسرعة ؟
دخلت رشااااا وميسون بيني وبين ذاك العسكري وسحبتني رشااااا من يدي وهي تقول هياااا هياااااا.....لقد تأخرنا،
نظرت وجدت تالا واحمد وسعيد ومروة وعائدة قد أصابهم ذعر وخوف لايوصف .....
قلت : علينا ان نفترق ومن ثم نلتقي لو احدكم رغب تجدوني عند ميسون في المقهى.
قبل ان أنهى كلامي زخات من الرصاص ملأت شوارع دمشق...
ركضنا مع بعض الناس المتواجدين في تلك المنطقة عسا نجد مكان نحتمي فيه إلا أننا قمنا نركض باتجاه الشمال وصولا إلى الجامعة حيث ودعت الجميع ربما نلتقي مرة ثانية
اما وداعي لرشااااااا كان وداعااااا جميلاااااا عندما قلت لها حبيبتي تجديني في المقهى كلميني قبل خروجك .... غمرتني وبكت ودعت لي بالسلامة.
أوقفت تاكس أجرة وقلت له لو سمحت اوصلني إلى كفر سوسة
نظر السائق بعد ان ركن سيارته على يمين الطريق وقال: يااستاذ منطقة كفر سوسة والجهة الجنوبية مغلقة ويمنع الدخول والخروج منها ثم قال إلى اي مكان في كفر سوسة تريد الذهاب قلت له إلى جريدة الثورة .. قال مستحيل يااستاذ مستحيل.. قلت له امهلني دقائق كي أجري مكالمة هاتفية وعلى ضوء ذلك اتصرف....
وفعلا اتصلت مع احد المسؤولين في الجريدة الذي قال لي تأجل الاجتماع وعد إلى بيتك وكلمني في المساء .... قلت له شكرااااا
استاذ وأكيد سوف اكلمك.
أنهيت مكالمتي وقلت للسائق خذني إلى منطقة......... قال على الرحب والسعة .... قبل وصولي إلى ميسون والمقهى بحوالي 500 متر اوقفتنا دورية غير ثابتة طيارة طلبو هويتي وتعرفوا عليا من خلال بطاقتي الصحفية .... أحدهم قال لي يالا استاذ خذ حقيبتك واكمل سيرا على الأقدام فهذا السائق مطلوب
تفاجأت عندما قال مطلوب
وهذا السائق يبلغ عمره اكثر من 54 سنه ، ركلوه وضربوه وهو يصرخ ويستغيث ويقول لهم ميشان الله .... والله ماني عامل شيئ انتم غلطانين ياشباب عندي أولاد عساكر في الجيش
أحدهم قال له دون ان يدرك أن لكل إنسان كرامة:
غلطانين يااخو ال.......؟
غلطانين ياابن ال..........؟
ثم نظر بتعجب! ذاك الشخص المسلوب من الإنسانية وقال لي:
انقلع ولاه احسن مافعس راسك بهذا البوط. ...
قلت له اسمح لي اجلب حقيبتي من سيارة الأجرة وأغادر...
حملت تلك الحقيبة التي تحوي في داخلها كاميرا والة تسجيل صغيرة وأوراق وأقلام وحزمة من الوجع والقهر والألم. .... ومشيت إلى المقهى الذي ينتظر اهاتي ووجعي ودموعي ،
على باب المقهى كانت ميسون قدوصلت منذ اقل من ساعة أصابها الذهول عندما وجدتني
قالت مابك ولماذا وجهك اصفر
ماذا جرى ولماذا عدت بسرعة؟
قلت لها: اتركيني حالياااا ميسون اتنفس واسمحي لي بقليل من الماء ...
قالت اجلس ....
قلت لها أحب أن افيدك لو أعلم هكذا كنت ماذهبت إلى الجريدة؟
قالت: هل تشرب قهوة ...
قلت: وبسرعة لو سمحت
قالت: قم اغسل وجهك ؟
قلت لها: أريد ان أكتب كلمتين قبل ان تهرب الحروف بين السطور.....
قالت:اه منك اريد ان أعرف إلى اين سوف تصل؟
فتحت محفظتي وسحبت الورقة والقلم وكتبت:
ان روحي مازالت في جسدي وهي لم تفارقها ابدااااا، اذااااا عن ماذا اكتب وماذا أقول فالحياة مليئة بالتفاصيل والتعقيدات تعشعش فيها أوجاع مازالت تسري في الأوردة قهر وذل وخوف وموت واعتقالات إنها دلالة الحواس والمشاعر ،بل الحياة أصبحت في هذا الوطن حياة وخيمة لا آمل لنا وأصبحت أرواحنا أشلاء مبعثرة واجسادنا مهزولة من الازدراء، وقلوبنا العامرة بالحب عاطلة عن ممارسة طقوس الحرية باطيافها،
إنها رائحة الموت تعبق من شوارع دمشق العاصمة وهذه هي الفيحاء تبكي كثيرااااا من الاسى الذي فرضه نظام طاغية
على شعب يحمل غصن زيتون بيد وفي الاخرى ياسمينة دمشقية. ماذا يجري....؟ كم في هذه القلوب من طواياااااا انها بداية ثورة وسحابة قد انقشعت وانطلقت الارواح قبل الجسد إنها الأمل وحبال الرجاء ،انها مجابهة سخرية الموت من الجمال والنظارة ، كم وكم قاسية هذه الدنياااااا فهي فتاكة اكثر من الاوبئة، فكل شيي مهان في هذا الوطن .....فقد ضاقت بالبشر السبل وانقطعت الرحمة والانسانية لم يبقى إلا القهر من الظلم والوجع والألم يرافقه الذل والخنوع من طاغية ونظام لايرحم ولا يبت للانسانية بشيئ،
اذاا من يغفر لمن. ...ومن يواسي من .....إنها سكرات الموت
إنها صرخت وطن ولدت من رحم جسد؟
توقفت قليلااااا وانا استمع إلى إطلاق نار كثيف فكتبت:
انه الألم القادم.....وهي الحياة وليس هناك مهربااااا منها فكل شيئ قابل للزوال وكل شيئ باقي الى ان يحين اوانه
...الوجع....والسعادة..والحب
والموت...إنها الحياة وما اقسى هذه الحياة .....إنها صرخة طفل
ممزوجة بدمعة ثكلى حرة وجرح ينزف في زمن الصمت الذي سجلت كلماته على جدار الزمن
إنها الثورة والحرية مخرزا في عين كل طاغية.
يتبع
(من رواية زهرتي والنخيل)
بقلم: الإعلامي الدكتور سامي السعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق