يا فرحة عيدنا عودي
العيد فرحة. إنه صناعة الفرحفرحة تملأ قلوب الصغار وتغمر نفوس الكبار وتشع من عيون الأحباب.فرحة تغسل دواخلنا من أتراحها، وتعظم آمال الحياة في قلوبنا.!
يجمع أحبابٱ بعد أن فرقت بينهم غربة الأجساد.. فتتلاقى أرواحهم وتتعانق قلوبهم بفرحة اللقاء بعد أن أطال الغياب..فلقيا الأحباب عيد :
لا عيد عندي إن غبتم ولم أركم
وكل يوم به ألقاكم عيد.!
إنه لقاء وصحبة بدفء الحب وهوابتسامة الرضا بتواصل الأرحام، وأنس الأهل والخلان بتراتيل التهاني :
العيد صوتك إذ يجئ مهنئٱ
والعيد وجهك حين يقبل باسمٱ
إذا القلوب تباعدت أوصالها
ماذا يفيد القرب في الأجساد؟! تري أصدقائي الأعزاء
لماذا صارت أعيادنا مفعمة بالأحزان ومشاعر اليأس والإحباط.؟
وكيف لنا أن نفرح ونحن محاصرون بهموم وآلام تراكمت في النفوس كالجبال؟
ولعل أشهر ما قيل في ذلك دالية «المتنبي » في وصف حاله بمصر والتي يقول في مطلعها :
٭عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضى أم بأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيدٱ دونها بيد
٭والعيد كانت له مباهجه التي توارت كثيرٱ هذا العام بما اجتاح العالم من وباء عزز الخوف وباعد بين الناس..
عيد خفتت تكبيراته..وصمتت مآذنه..وبكت من الأسى صلواته
وكأن نزار قباني مازال بيننا وهو يسجل اختفاء طقوس العيد وأفراحه،وما حل بالوطن العربي من نكبات وآلام فيقول:
٭ياعيد عذرٱ فأهل الحي قد رحلوا..
واستوطن الأرض أغراب وأشباح.
يا عيد ماتت أزاهير الربى كمدٱ
وأوصد الباب ماللباب مفتاح
ثم يعبر عن اختفاء مباهح العيد وطقوسه قائلٱ :
٭أين المراجيح في ساحات حارتنا
وضجة العيد والتكبير صداح
الله أكبر تعلو كل مئذنة
وغمرة الحب للعينين تجتاح
أين الطقوس التي كنا نمارسها
يا روعةالعيد والحناء فواح
وكنا نصنع الحلوى بلا ملل
وفرن منزلنا في الليل مصباح
وبيت والدنا بالحب يجمعنا
ووجه والدتي في العيد وضاح
هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا
وبعضهم نائم والبعض لماح
كنا نخطط للأطفال حلمهم
ونبذل الجهد هم للمجد أرواح
يا عيد عذرٱ فلن نعطيك فرحتنا
مادام عمت بلاد العرب أتراح
٭ورغم مايجتاحنا من هموم وما يواجهنا من تحديات، فالعيد باق
في أعين الأطفال، و جدران وجدان الكبار، وفي تواصل الأرحام.
والعيد يبقى حاضرٱ بمشاعر المحبة والتسامح والتآخي ورفض الكراهية وتحقيق معنى الشكر لله واستشعار الفرح والسرور بين الجميع.!
دعونا نتقاسم الفرحة ونتشبث بالأمل، فلا شيء يحيينا سوى الأمل :
٭إذا اشتدت رياح اليأس فينا
سيعقب ضيق شدتها الرخاء
فبعد العتمة الظلماء نور
وطول الليل يعقبه الضياء
٭٭ وسيبقى العيد فرحة نصنعها
وسعادة نتقاسمها وفكرة ننثرها في دروب حياتنا إيثارٱوتضحية
ولله در من قال :
٭طاف البشير بنا مذ أقبل العيد
فالبشر مرتقب والبذل محمود
محمود محمد زيتون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق