اخر الاخبار


الاثنين، 6 يوليو 2020

شىء على الطريق- قصة قصيرة- الكاتب خالد السعدوى

شىء على الطريق


قصه قصير.....
بقلمي خالد السعداوي.
كان عابد يستقيظ يوميا مبكرا على صياح الديك ذو العرف الأحمر كما التاج والذي تحبه أم عابد جدا وتقدسه وتقول ان الديوك ترى الملائكة فتصدح مرحبه بهم
يهمس عابد لنفسه في كل مرة لما تحتاج الملائكة وسطاء غير عاقلين ليعلنوا عن قدومهم
لكنه احتراما لامه كان لايصرح بما تجول به نفسه فهو الاخر يقدس امه ويعتقد انها ظل الله بأرضه
ويكتفي بابتسامه عفويه يظن انها تسعد أمه
تمطى عابد ونهض متناولا منشفته وذاهب نحو الحمام فلقد كان لديه اليوم مشوار مهم وهو ذهابه لاستخراج وثيقه تخرجه لأجل وعدا يكاد يصل للالف ان يتعين بعدما انهى سنين كلية الهندسة بصعوبة
انهى عابد اغتساله وغسل اسنانه واكل فطوره على عجالة تحت وصاية حرص أمه ان يأكل ال أربعة بيضات التي سلقتهن له اثناء استحمامه
خرج عابد بظل دعوات أمه له بالتوفيق
وقف ينتظر الباص ركب الباص وسط زحام لاهث تكاد الأنفاس به أن تكن مصدر وباء لكثر تداخلها
جلس بالمصطبة الثنائية وهي مقعدان مقابل مقعدان كان بجواره عجوز يتكئ بالرأسه على زجاج الحافلة كأنه يتمنى ان لا تصل الحافلة حيث يريد وامامه شاب يضع سماعات تلفونه باذنيه ويتحرك كله محاكيا لما يسمع وبجانب الشاب سيدة أربعينية بطنها منفوخة كان بها توأم وينث وجهها عرقا رغم برودة الجو
صار يتفحص الموجودين بالحافلة
هذا يتألم
هذا أهبل
هذه رعناء
تلك مثقفه
هولاء سذج.......الخ
وانتبه لفرامل قوية كادت تلقيه عن كرسيه ليدخل راسه ايفون الشاب ليرى ما كان الفتى يشاهد
صرخ الجميع مابين شاتم ولاعن وموحد ومكبر وصارخ بعويل ومطلقة صرخة ثبور او استغاثة وسمع عابد صوت سائق الشاحنة يصرخ
-ياستار اللهم احفظنا يارب يارب سترك
ووقفت الحافلة كأنها صوت قطعة الصمت
لم يجد عابد نفسه الا واقفا باب الحافلة صارخا بالسائق
-افتح الباب بسرعة افتحه بربك
فتح الباب ودلف عابد مستعجلا للشارع والتف امام الباص فلقد كان هناك انسان ممدد بالأرض بشكل عرضي وعجلات الحافله قريبه منه بعد انشات
تعجب عابد كان الانسان يرتدي فستان ابيض وشعرة منتثر على الأرض كأنه عتم الليل ....التقط عابد ذلك الانسان ورفعه عن الأرض ليرى مابه تعجب كانت انثى رائعه الجمال حتى انه اندهش ونسي حرصه على حياتها
وهمس لنفسه
--اتحتاج الملائكه لهكذا موقف مرعب لتعلن عن قدومها... ....


خالد السعداوي...قصه قصيره
بغداد 5/7/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق