اخر الاخبار


الثلاثاء، 21 يوليو 2020

قسوة قلب -الكاتبة ناريمان جمال



في ذات مساء لليلة من ليالي الشتاء جاء موعد التقاء رهف بحبيبها قاسم، تعطرت وارتدت أبهى حليها وملابسها الأنيقة فكم كانت تبدو جميلة وكأنها فراشة تطير من الفرح للقاء الحبيب وتحمل بيدها ورود الحب فيخرج منها أريج الاشتياق.
خرجت رهف من بيتها قاصدة المكان الذي اعتادا أن يلتقيا فيه الحبيبان، وصلت هي أولا وظلت تنتظره ومع كل دقة من دقات عقارب الساعة يدق قلبها لهفة للقاء الحبيب.
أما عن سبب تأخير قاسم هو انتظاره لشخص آخر غير رهف فكم كان متلهفا لرؤيته أكثر مما كانت عليه حبيبته؛ إنه تاجر المخدرات الذي يمول قاسم كل يوم بما يحتاجه من عقاقير فقد كان مدمن شره ولكن رهف لم تكن تعلم بما هو عليه من إدمان، كانت تلاحظ فيه العديد من الصفات السيئة وأولهم أنه يحاول استغلالها ماديا، ولكنه الحب كما نعلم يجعل الكفيف والبصير سواء.
فكثيرا ما كانت تحسن الظن في تصرفاته وتختلق له الأعذار.
كلاهما مدمن ولكن لكل منهما إدمانه؛ قاسم وإدمان عقاقيره ورهف وإدمان الحبيب.
في تلك الليلة رفض تاجر المخدرات إعطاء قاسم ما يحتاجه من عقاقيرلعدم وجود مال بحوزته، حاول قاسم تدبير المال بكل الطرق ولكنه فشل ثم تذكر أن رهف بانتظاره، فذهب إليها وطلب منها مباشرة بعض النقود فأعطته ما تملك بحوزتها وهي في حيرة شديدة من أمره وشكله المريب،
حاولت أن تعرف ما به ولكنه لم يكن يسمع سوى صوت رغبته وإدمانه فطلب منها مال أكثر فالمال لم يكن كافيا لغرضه وإلا فعليها تدبير باقي المبلغ بأي طريقة كانت.
حينها ثارت رهف في وجهه صارخة "في محاولة منها لاستنتاج أمره" ما بك كيف وصلت إلى هذا الحد، لن أدبر لك شيئا، انظر ماذا فعلت بحالك، ثم ما لبثت أن تكمل كلمتها حتى هم قاسم بأخذ مجوهراتها التي ترتديها عنوة وكذلك هاتفها المحمول، فحاولت رهف المقاومة واشتد بينهما النزاع فطرحها أرضا وبكل قسوة قلب وغفلة عقل ووسوسة شيطان أخذ يضربها حتي سقطت مضرجة في دمائها، وضحية للإدمان وكم من ضحاياه وقتلاه.
ناريمان جمال عوض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق