قصة قصيرة
الجزاء من جنس العمل
على طريق زراعي في إحدى قرى الريف الساحلي كانت تسير بخطى متثاقلة تلك المرأة التي ربما دخلت العقد الخامس من العمر هواجس وأفكار وهموم كانت تتناوب على رأسها المتعب تمشي وربما لاتشعر بما حولها فهي أم لثلاثة شباب يخدمون الوطن في زمن الحرب التي لاترحم وتحصد كل يوم أعداد لابأس بها من أرواح الشباب ، فجأة... توقفت... هناك صوت أنين هكذا قالت: بصوتٍ ضعيف نعم !صوت أنين قادم من خلف شجيرة سنديان على بعد قليل من حافة الطريق ، اتجهتْ من دون تفكير إلى حيث الصّوت بخطى سريعة
رباااه ...إنه شاب ملقى على الأرض والدماء تكاد تُغرق كتفه : بُني من أنت ؟ ماذا حصل معك ؟ من فعل بك هذا؟ سيلٌ من الأسئلة على مسمع الشاب الذي بالكاد يطلق زفرات أنين ( يا إلهي ماذا أفعل فالطريق مقطوع وأنا لا أقوى على حملك ولا أملك حتى أدوات إسعاف
وربما تموت ريثما أصل القرية وأطلب مساعدة) نزعت الشال الوردي الذي كانت ترتديه وأشعلت بعض الأعواد والأوراق اليابسة حتى أصبحت رمادا أخذت الرماد الدافء ونظفت قليلا مكان الإصابة ببعض الماء الذي كانت تحمله مع قليل من الملح ووضعت الرماد ولفت الجرح بشالها الوردي سقته الماء وأطعمته بضع لقيمات مماتحمل في جعبتها، وجلست تنتظر مرور شخص ما لمساعدتها وهي تتمتم ببعض أدعية وتوسلات كانت تحفظها ، وبعد برهة من الزمن سمعت صوت جرار زراعي قادم ' الحمد لله ' خرجت إلى الطريق تلوح بيدها لسائق الجرار ... توقف...توقف بصوت عال تصرخ :
السائق : مرحبا خالتي ماذا تفعلين هنا وبماذا أستطيع أن أخدمك ، بُني هناك خلف الشجيرة شاب بعمر ولدي محمد وقد أصيب في كتفه والدماء ملأت المكان علينا مساعدته ...نزل السائق وذهب معها ليرى الشاب ثم قال:
ولكن ياخالة الشاب مصاب بطلق ناري و هذه مسؤولية ربما إن أوصلته للمشفى سيعتقدون أني من أطلقت النار عليه وقد يحتجزونني ريثما يتأكدون
السيدة: لا عليك يابني ضعني مع الشاب على باب المشفى الوطني وإذهب وأنا سأتصرف
السائق :إن كان الأمر كذلك لابأس سنتكل على الله
حمل السائق الشاب ووضعه على الجرار وذهبوا جميعا
إلى المشفى هناك دخلت المرأة وطلبت الإسعاف
وتم إنقاذ الشاب بقيت المرأة إلى جانبه تهتم به حتى تكلم وتم التعرف عليه وحضر الأهل للعناية به
عادت السيدة الخمسينية إلى بيتها الريفي بعد ٣ أيام من التعب والسهر والإرهاق
واستلقت على فراشها وغطت بنوم عميق حتى اليوم التالي استفاقت على طرق الباب
خيرا إن شاء الله من يطرق الباب بهذه الطريقة
أهذا أنت يا علي ماذا تريد عند الصباح
خالتي تعالي إلى منزلنا إبنك محمد على الهاتف ويريد التحدث معكِ ...محمد ولدي يا إلهي كم اشتقت له حاضر .قادمة ...حالاً
أمسكت الهاتف فور وصولها : محمد بني كيف حالك صحتك ؟ماذا تأكل؟ وماذا تشرب؟ هل أنت مريض؟ أو متعب ؟
محمد :أماااه الآن أنا بخير حمداً لله
ولكن صوتك متعب
نعم أمي لقد كنت مريضاً قليلا
مريض ماذا بك أرجوك أخبرني بكل تفصيلة
وأخذ الشاب الجندي يروي لوالدته الحادثة التي تعرض لها وكيف أصيب ومشى مسافات طويلة وهو ينزف إلى أن سقط مغميا عليه .. وكيف وجدته سيدة من تلك المنطقة وضمدت جرحه وانقذته وبقيت بجانبه حتى تعافى
الأم : يا إلهي ابني مصاب في شمال البلاد وأنا وجدت شابا مصابا في غرب البلاد
الحمد والشكر لك يارب الذي ألهمتني للوقوف إلى جانب الشاب ومساعدته
لربما لو حصل العكس ومات الشاب كان ابني ميتا الآن لا سمح الله
حمدا لله على سلامتك يا ولدي أعدك لن أتوانى عن مساعدة أي مخلوق كي يرسل الله من فضل الآخرين لمساعدتك أنت وأخوتك
فما جزاء الإحسان إلا الإحسان والحمد لله رب العالمين.
على طريق زراعي في إحدى قرى الريف الساحلي كانت تسير بخطى متثاقلة تلك المرأة التي ربما دخلت العقد الخامس من العمر هواجس وأفكار وهموم كانت تتناوب على رأسها المتعب تمشي وربما لاتشعر بما حولها فهي أم لثلاثة شباب يخدمون الوطن في زمن الحرب التي لاترحم وتحصد كل يوم أعداد لابأس بها من أرواح الشباب ، فجأة... توقفت... هناك صوت أنين هكذا قالت: بصوتٍ ضعيف نعم !صوت أنين قادم من خلف شجيرة سنديان على بعد قليل من حافة الطريق ، اتجهتْ من دون تفكير إلى حيث الصّوت بخطى سريعة
رباااه ...إنه شاب ملقى على الأرض والدماء تكاد تُغرق كتفه : بُني من أنت ؟ ماذا حصل معك ؟ من فعل بك هذا؟ سيلٌ من الأسئلة على مسمع الشاب الذي بالكاد يطلق زفرات أنين ( يا إلهي ماذا أفعل فالطريق مقطوع وأنا لا أقوى على حملك ولا أملك حتى أدوات إسعاف
وربما تموت ريثما أصل القرية وأطلب مساعدة) نزعت الشال الوردي الذي كانت ترتديه وأشعلت بعض الأعواد والأوراق اليابسة حتى أصبحت رمادا أخذت الرماد الدافء ونظفت قليلا مكان الإصابة ببعض الماء الذي كانت تحمله مع قليل من الملح ووضعت الرماد ولفت الجرح بشالها الوردي سقته الماء وأطعمته بضع لقيمات مماتحمل في جعبتها، وجلست تنتظر مرور شخص ما لمساعدتها وهي تتمتم ببعض أدعية وتوسلات كانت تحفظها ، وبعد برهة من الزمن سمعت صوت جرار زراعي قادم ' الحمد لله ' خرجت إلى الطريق تلوح بيدها لسائق الجرار ... توقف...توقف بصوت عال تصرخ :
السائق : مرحبا خالتي ماذا تفعلين هنا وبماذا أستطيع أن أخدمك ، بُني هناك خلف الشجيرة شاب بعمر ولدي محمد وقد أصيب في كتفه والدماء ملأت المكان علينا مساعدته ...نزل السائق وذهب معها ليرى الشاب ثم قال:
ولكن ياخالة الشاب مصاب بطلق ناري و هذه مسؤولية ربما إن أوصلته للمشفى سيعتقدون أني من أطلقت النار عليه وقد يحتجزونني ريثما يتأكدون
السيدة: لا عليك يابني ضعني مع الشاب على باب المشفى الوطني وإذهب وأنا سأتصرف
السائق :إن كان الأمر كذلك لابأس سنتكل على الله
حمل السائق الشاب ووضعه على الجرار وذهبوا جميعا
إلى المشفى هناك دخلت المرأة وطلبت الإسعاف
وتم إنقاذ الشاب بقيت المرأة إلى جانبه تهتم به حتى تكلم وتم التعرف عليه وحضر الأهل للعناية به
عادت السيدة الخمسينية إلى بيتها الريفي بعد ٣ أيام من التعب والسهر والإرهاق
واستلقت على فراشها وغطت بنوم عميق حتى اليوم التالي استفاقت على طرق الباب
خيرا إن شاء الله من يطرق الباب بهذه الطريقة
أهذا أنت يا علي ماذا تريد عند الصباح
خالتي تعالي إلى منزلنا إبنك محمد على الهاتف ويريد التحدث معكِ ...محمد ولدي يا إلهي كم اشتقت له حاضر .قادمة ...حالاً
أمسكت الهاتف فور وصولها : محمد بني كيف حالك صحتك ؟ماذا تأكل؟ وماذا تشرب؟ هل أنت مريض؟ أو متعب ؟
محمد :أماااه الآن أنا بخير حمداً لله
ولكن صوتك متعب
نعم أمي لقد كنت مريضاً قليلا
مريض ماذا بك أرجوك أخبرني بكل تفصيلة
وأخذ الشاب الجندي يروي لوالدته الحادثة التي تعرض لها وكيف أصيب ومشى مسافات طويلة وهو ينزف إلى أن سقط مغميا عليه .. وكيف وجدته سيدة من تلك المنطقة وضمدت جرحه وانقذته وبقيت بجانبه حتى تعافى
الأم : يا إلهي ابني مصاب في شمال البلاد وأنا وجدت شابا مصابا في غرب البلاد
الحمد والشكر لك يارب الذي ألهمتني للوقوف إلى جانب الشاب ومساعدته
لربما لو حصل العكس ومات الشاب كان ابني ميتا الآن لا سمح الله
حمدا لله على سلامتك يا ولدي أعدك لن أتوانى عن مساعدة أي مخلوق كي يرسل الله من فضل الآخرين لمساعدتك أنت وأخوتك
فما جزاء الإحسان إلا الإحسان والحمد لله رب العالمين.
ملاحظة ( القصة حقيقية روتها لي إحدى السيدات وكتبتها بإسلوبي الخاص )
أميمة بدور
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق