عذرا...غزّة
علّمني حبيبي ذات عثرة ألم
كيف أعتصر كل سنين الركض
في حبّة برتقال..
كيف أشدو للحمام الزّاجل
ترانيم اسمه مسكوبا..
بين قهوة و فنجان.
كيف أوقظ وجهك يا حبيبي
بين لفح اللّهيب؟
نار متغطرسة تأكل نبات الفؤاد
من يحمل زاد الفراخ،
و اسمك مستودع بين التيه والموت؟
انهضي يا روح
و اكنسي... صهد الوجع
قم... احم اسمك و كل القبيلة
يا عرس الكلمات في شفتي..
مازلتُ أقطف نور الصّباح
من حشرجة صوتك الرّاحل
و قلبي معلّق بالغمام..
تُدخِلني أثواب الجنود القدامى
لأشم عطر الرّصاص..
دمعٌ يُهرق صَوْب رماد نوافذ العذارى...
و أبواب، بسرعة (بلاك بيرد)
ترسل البريد للمقابر...
الأرض ترضع من أمهاتنا
دماء الشهداء..
والتراب يهمس... يغازل الأجداث
لا يوقف الاشتهاء.
لغزّة يتوقّف عدّاد الكلام
عذرا...
لا نجيد سوى الهرب
بين شقوق العبارات
هل ينفع رشقُك بالكلمات
لمن يرصف للموت بحنجرتك
ألفَ دبابة؟
لن ينفع، و لو مليون سجال...
بغزّة الكلّ بركان
تحت فوّهة الصّمت
سكونٌ حارسٌ يطوف كالملاك
يُنصت لضجيج الأموات
صدى هتاف الحبيب: "عودوا.. "
ـ "لن نعود... - يردّ الغائبون -
فقد اِستحْيَتْ منكم الحياة"
عذرا غزّة...
بِعنا البرتقال
بأبخس الأثمان
و عدنا أدراجنا
أضغاث نساءٍ، و بعض رجال...
عذرا غزّة...
قَصُرَ العمر، أو طال
لم يعدنا لدينا ما يقال.
مسعودة عزارنية
الجزائر ـ 27جوان 2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق