اخر الاخبار


الاثنين، 22 يونيو 2020

قراءة نقدية لقصة في منتصف الليل-للكاتب مجدى محروس -الاستاذة فردوس مضبوح



 قراءة نقدية لقصتي في منتصف الليل


بقلم الأستاذة الراقية Ferdaous Madhbouh


قراءة سريعة


 للقصة القصيرة "في منتصف الليل"للكاتب المتميز مجدي محروس:
جاءت القصة في أسلوب جميل مكثف مع سبر عميق لباطن الشخصية الرئيسية (الزوج) وكانت اللغة سلسة مطواعة لقلم الكاتب ..إذ سارت بالقارئ في تؤدة إلى أن اوصلته إلى لحظة الدهشة (لحظة الكشف عن حقيقة الممرضين ونواياهم المبيتة ) وهو ما يبين لنا ما أصبح عليه بعض الناس من توحش فانعدمت في قلوبهم الرحمة واستغلوا الفرصة للإثراء بكل السبل المشروعة وغير المشروعة..وهذا ما يفتح الباب على مصراعيه أمام علماء الاجتماع لدراسة الظاهرة والبحث عن سبل الإصلاح...

التعليق على العنوان :

في العنوان تحديد للإطار الزماني .."في منتصف الليل "...وهو زمن مناسب لما ستكشف عنه القصة من إجرام ...هذا الإطار هو زمن تقل فيه الرقابة او تنعدم تماما فالليل ستار لكل الخطايا ..

المتن :

*المكان :البيت(أرجاء شقة بدت كئيبة منذ مرض الزوجة ../جوها خانق)
الطريق : أين انكشف الوجه الحقيقي للممرضين وحيث ألقوا بالمرأة المريضة وشرعوا يخططون لبيع أعضاء جسد الشاب اليافع..
*الزمان : زمن الأحداث هو فترة ماقبل منتصف الليل ومابعدها.
لكن الشخصية تعود بها الذكرى الى خمسة أيام فارطة عندما وقع اكتشاف إصابة الزوجة بالوباء اللعين.

*الشخصيات:

--الشخصية الرئيسية : الزوج ...جسد نحيل /خده مليء بالتجاعيد وهو ما يحيل الى انتمائه الى فئة عمرية معينة .
+ بدا شديد التأثر بمرض زوجته (البكاء)
+ يبحث عن القشة التي تنتشله من واقع المرض بعد أن رفض المشفى قبول زوجته المريضة(يعيد قراءة الخبر مرة ثانية وثالثة ... وهو خبر عرض مشفى آخر إمكانية استقبال المرضى.. تعجيله بالاتصال هاتفيا بأصحاب المنشور :هرع )
+في حالة إنهاك :"جسده يهوي أرضا " فهو يحس بالعجز وقلة الحيلة أمام فيروس مجهري فتاك..

--بقية الشخصيات : الزوجة ...مريضة لم يتوفر لها مكان في المشفى فحجزت في إحدى غرف المنزل في حالة شديدة من الوهن ...تبكي شفقة على زوجها الذي يلازم باب غرفتها منذ خمسة ايام.
الابن : شاب في السابعة عشرة من عمره/ شديد التعاطف مع أمه في مرضها /وقع ضحية عصابة تتاجر بالأعضاء .
أفراد العصابة : ثلاثة أفراد أحدهم نعته الكاتب بالوسيم وهي صفة تخالف بشاعة أفعاله ..فتلك الوسامة هي الفخ الذي خدع الزوج فلم يشك مطلقا في صحة هوية المجموعة...

*انماط الخطاب :

---السرد : استهل الكاتب النص بجمل فعلية متتابعة تمهد للجرم الذي سيحصل في القصة ..وقد انبنى السرد على مفارقة بين أمل الزوج في شفاء زوجته و ما يدبر له من قبل تلك العصابة ...وكان للسارد دور كبير في كشف باطن الشخصية وما تعيشه من صخب داخلي لكنه لم يكشف البتة عن نوايا العصابة بل في وصف أحد أفرادها بالوسيم طمأنة للقارئ حتى لا يذهب في ظنه أن مكروها سيحدث في نهاية القصة ..فهو بالتالي يبدو في تواطؤ خفي مع العصابة من أجل إحداث التشويق.

--- الحوار :

 + بين الزوج والعصابة :يختفي فيه صوت الطرف الثاني (المخاطب) لنفهم من خطاب الزوج مضمون الحوار وهو الاتفاق على القدوم لنقل الزوجة الى المشفى عند منتصف الليل .
+ بين الزوج وزوجته : صوت الزوجة أنين خافت يوحي بوضعها الصحي المتدهور
إعلامها بالاتفاق مع مشفى آخر لمدواتها ..
إشفاقها على الزوج الوفي..
+بين الزوج وأحد الممرضين : بدا الحوار عاديا لا يوحي بالغدر مما يؤكد أنها عصابة متمكنة من فنون الاحتيال.
----الوصف :كان العين الدقيقة للراوي الذي ينقل الأحداث فكان التركيز على وصف حالة الزوج اعتمادا على النعوت والمركبات الحالية والتشبيه (قلبه كبندول ساعة الحائط)...
وهكذا نتبين جمال حبكة هذه القصة المؤثرة التي لا نستبعد ان تكون من صميم الواقع..ونتمنى للكاتب مزيدا من الإبداع والتألق .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق