جارتي العجوز الشابة -الكاتب فتحى القزاز

جارتي العجوز الشابة

كانت شابه هادئة رقيقة تخطو خطواتها الاولى في مراحل الشباب تقدم لها شاب
تزوجته زواج تقليدي فلا عيب فيه يعمل باجتهاد على خلق وعنده سيارة أجرة يعمل عليها لكن لم يكن عنده سكن مستقل وحالته المادية ضعيفة
تم الزواج سريعا وأقامت مع أم زوجها وقد خصص لها وزوجها حجرة من الشقة
كانت الشقة عبارة عن غرفتين وصالة غرفة لأم زوجها وغرفة لها وزوجها
مرت الحياة هادئة سعيدة على الأقل بالنسبة لها لأن زوجها كان أغلب الاوقات بالعمل ولا يعود إلا في الليل بوقت متأخر
ورزقها الله بابنه جميلة ملأت عليها حياتها ثم بعد ثلاثة أعوام رزقت ببنت أخرى
هنا أصبحت الغرفة المخصصة لها ولزوجها وابنتيها صغيرة عليهم
فعرضت على زوجها أن يجتهدا في تدبير أموال من أجل الحصول على سكن أوسع
فاجتهدا كل منهما الزوج بالعمل ساعات أكثر وهي في التقليل من مصاريف البيت مااستطاعت
أثناء ذلك رزقها الله ببنت ثالثة لكن لم يكترثا كثيرا لمجيئها فقد تمكنا من الحصول على سكن أوسع وعليهم تجهيزه
هنا حدثت نقطة تحول غيرت مجرى حياتها لقد سقط الشاب اليافع مغشيا عليه
حملوه إلى المشفى ولم يعد لبيته وزوجته وبناته لقد مات ومات مع كل جميل في حياتها
فخلعت ثيابها الملونة ولم ترتدي إلا السواد وقررت أن تصبح الأب والأم معا
اكملت تجهيز السكن الجديد وانتقلت مع اولادها للسكن الجديد بلا فرحه فالفرح قد ذهب مع الأب الراحل
ذهبت البنات الي المدرسة متتابعات وهي تعاونهم في تحصيل العلم
وفي خضم الحياة نسيت إنها أنثى رغم جمالها أغلقت على نفسها وابت أن تتزوج وحتى الابتسامة منها ترى خلفها مسحة حزن ممزوجة بها
تخرجن البنات وتزوجن وكانت سعيدة بما فعلته من أجلهم
وذات صباح استيقظت مبكرا واحست بوحدة لم تشهدها من قبل
أعدت الفطور وبعد تناول الطعام ثم القهوة ظلت صامتة وأرادت عمل شيء جديد أخذت حمام دافيء ودخلت غرفة نومها وأمام التسريحة مشطت شعرها ووضعت عليه غطاء الرأس
همت بأن تخرج من غرفتها فعادت بلا إرادة إمام المرآه وخلعت غطاء الرأس واسدلت شعرها الأسود الكثيف وأخرجت علبة الزينة وتزينت وكأنها عروس وحقا هي عروس جميلة فنظرت في المرآه طويلا ثم قالت يا إلهي كيف نسيت أني أنثى.

فتحى القزاز