اخر الاخبار


الثلاثاء، 16 يونيو 2020

غريب أمرك يا سيدي -الشاعرة هالة شعبان



غريب أمرك يا سيدي


تعجبت لأمرك.. واحترت بك
تدعي المعرفة و تتباهى بالذكاء و الفطنة.. تزهو بالعلم وتتحدث بثقة العالم في كل الامور
تراهن على اتقانك كل اللغات وكل العلوم.. وفهمك لكل الخطوب وسيرك في كل الدروب
خبير انت بتجارب كل القلوب.. ومع ذلك
لمَ تقف عاجزاً عن فك رموز حكايتي معك..
ولم تفلح كل علومك و فنونك وخبراتك في فهم وإدراك ما هية مشاعري نحوك..
وبكل فطنتك و ذكائك لم تفهم سبب ارتباكي و ارتعاشة جفني.. امامك
وبكل اسفارك وحضورك.. لم تنتبه لسفر عيني إليك وملاحقتها لك في كل مكان
ورغم معرفتك كل اللغات والاشارات.. لم تفهم اضطرابات جسدي ولغته
وان عيوني ترحل إليك كل يوم... وقلبي يهفو إليك كل حين
أراك تنظر إليّ،، تتأمل ملامحي طويلاً،، وكأنك تسعى لفتح ملفات أنوثتي..
ومع هذا التأمل الطويل.. تبقى جاهلاً بي
غافلاً عما تخفيه تفاصيلي الصغيرة و نمنمات عمري وملامحي و الوان تعابير وجهي..
غريب أمرك يا سيدي..
تستمر وتطيل التحديق بوجهي و كأنك تبحث عنك،، عن اسمك وملامحك بوجهي
تطيل النظر في كفّ يدي.. وكأنك تود التأكد من وجودك في خطوط القلب والحب والحياة
تريد غرسك فيها..
ولكنك تبقى متحصناً متحفظاً.. تدعي التباعد والوقوف خلف ستائر كبرياءك
ولكنني.. سأكتشفك و افهمك وأعرفك جيداً
فرغم كل ادعاءاتك بالعلم والمعرفة والذكاء.. بقيت عاجزاً عن فهم ابسط احداثياتي
احداثيات حياتي ومشاعري ورموز اشواقي لك .. التي جعلتها لك اوضح من الوضوح..
وأسهل من اي شيفرة قد يضعها طفل.. وأبسط من معادلة من طرفين متساويين
سيدي.. لمَ تعجز عن فهمي ام انك لا تريد وتتظاهر بعدم الفهم
هل احاول مرة اخرى إيصال ندائي قلبي لك.. أم أحتفظ بكل ذلك لنفسي..
سأطرح بين يديك رسالتي في الماجستير هذا العام..
فبعد خمس سنوات من صمتي وحبي قد تستطيع فهم حروفي..
وقد ترى الذي بين سطوري.. فتكمل انت وتكمل نقاط حروفي
ومن فضلك، اقرأني بعين قلبك وتغافل عقلك ولو ثواني...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق