كانتْ له تاجاً.. و كانت فَرحةَ الدنيا و أحلى
ألقى عليها مِنْ أمانِ الوُدِّ و التَّحْنانِ ظِلَّا
هو عندها البطلُ الهُمامُ أَجَلُّ مِنْ مَلِكٍ و أعلى
يَفْنَى على يَدهِ المُحالُ و يَسْتَحيلُ الصعبُ سَهْلا
يمشي على الأشواكِ رَهْنَ سُرورِها و يَخوضُ وَحْلا
لا يشتكي أبداً و إنْ مالتْ بهِ الأكتافُ حِمْلا
و هِيَ الربيعُ إذا أَهلّتْ نَحوَهُ وَرْداً و فُلَّا
و إذا تَهَلَّلَ وَجْهُها.. وَجهُ السعادةِ فيه حلَّ
و تُنيرُ في ليلِ الشَّقاءِ كألفِ قِنْديلٍ تدلى
هي عنده ليست كأيِّ صغيرةٍ ... كلَّا و كلَّا
ما أروعَ المسكينَ حين تَزيدُهُ الحاجاتُ نُبْلا
و إذا قَدِمْتَ دِيارَهُ تَقْتاتُ مِنْ "أهلاً و سهلا"
سبحان مَنْ جعلَ القناعةَ لابتسامَتهِ مَحَلَّا
و النفس إنْ طَمِعتْ ترى طمعَ النفوسِ لها مُذِلَّا
أولَيْسَ مَنْ رُزِقَ القناعة أسعد السُّعداءِ أَمْ لا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق