اخر الاخبار


الثلاثاء، 24 مارس 2020

إنكسار- الشاعر مصطفى عجلان



 إنكسار 



صحا من نومه مبكرا" بسبب آلام القولون العصبى .... ذهب إلى المطبخ و أعد 

لنفسه كوبا" من الينسون بالنعناع ... الآلام حرمته من تناول فنجان القهوة الذى 

يتناوله وهو يطالع صحف الصباح ؛ وقف ونظر من النافذة إلى الشارع ... بعض 

المحال لم تفتح أبوابها بعد ؛ فقط حركة السيارات و بعض المارة ؛ تناهى إليه 

صوت زوجته الواهن الضعيف بفعل ما تعانيه من المرض الخبيث ؛ هرع إليها ... 

طلبت منه أن يعطيها الدواء ؛ ناولها الدواء ثم أعد لها طعام الإفطار ووضعه 

أمامها ... عاد إلى الصالة و أخذ يطالع الصحف ؛ فجأة رن هاتفه المحمول ... 

نظرإليه ... طالع الإسم .. إنها حبيبته ؛ و ضع يده على على بطنه لقد عاودته 

الآلام.. ضغط عليها بشدة ... فنح الهاتف : الو .... صباح الخير .... صباح النور
ماذا بك .... صوتك غير طبيعى
أجاب : إنه القولون
طيب ... متى نلتقى
أجاب : كما تحبين
ما رأيك فى مكانك المفضل
أجاب : كازينو النيل السياحى
حسنا" ... نلتقى فى المساء بعد الثامنة
أجاب : موافق
و ما أن حل المساء ؛ حتى ارتدى ملابسه و وضع البارفان ( العطر ) الذى أهدته 

إليه حبيبته و اتجه حيث مكان اللقاء
هو يعشق النيل وكل من فى الكازينو يعرفون ذلك ؛ وما أن هل حتى سارع النادل 

بأن أرشده إلى طاولة تطل على النيل و فى مكان هادىء ؛ لحظات ووصلت حبيبته 

؛ قام من مقعده .. و أجلسها قبالته ؛ طلب مشروبه المفضل ؛ وهى طلبت نسكافيه 

بالحليب .
أشعل سيجارته .... ونفثها ومن خلال الدخان نظر إليها قائلا" : يا هلا بالقمر .... ؛ 
نظرت إليه و قالت : وماذا بعد ؟ !!
قال : أنت تعرفين ظروفى .... مشغول بمرض أم العيال
قالت : و أنا ؟ ....
قال : انت تعرفين كم أحبك ولا أستطيع الإستغناء عنك .
قالت : نتزوج ... قال : موافق ... فقط أنت تعرفين كيف وماذا أريد .
قالت : أنا على استعداد ولكن ليكن زواجنا فى العلن .
قال : ولكن زوجتى ...... وقبل أن يكمل كلامه ... قاطعته قائلة : أعرف ماسوف 

تقوله من مبررات .... هل أنت على استعداد لتواجه الجميع ؟
قال : لو علمت زوجتى .. حتما" سيقضى عليها الخبر .
قالت : الدين .... و ضع لنا الحل .. وما سنفعله يقره الدين والشرع
قال : لا أستطيع ...
سادت لحظات صمت ..
قالت : هل هذا هو كلامك النهائى ؟
قال : نعم ... أنت تعرفى ظروفى ... و أولادى لن يسمحوا لى بذلك
قالت : و أنا لا أستطيع الزواج منك فى الظلام .... نعم أحبك و لكن ما أطلبه حق 

لى 
... و هذا هو شرطى الوحيد 

أشعل سيجارة وردد بصوت يشبه الفحيح ... لا 
أستطيع 
.... لا أستطيع .

أشاحت بوجهها نحو الجهة الأخرى ثم سحبت حقيبتها و غادرت فى صمت .....
ظل فى مكانه و أخذ يحدق فى النيل ....انسابت من عينيه الدموع ... إتكأ على 

الحاجز الحديدى الذى يفصله عن النهر ..... تساقطت دموعه فى النيل ... رسمت 

على سطحه عدة دوائر .... وغرق فى دوامة من الحزن و الأسى .!

 مصطفى عجلان 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق